فيديو ستوري

كذب



نشرت حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً، زعمت فيه أن صوامع الحبوب في مرفأ بيروت الذي شهد انفجاراً مدمراً يوم 4 آب/ أغسطس الجاري، بناها العثمانيون، إلا أن هذه المعلومة عارية عن الصحة. 

نشرت حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً، زعمت فيه أن صوامع الحبوب في مرفأ بيروت الذي شهد انفجاراً مدمراً يوم 4 آب/ أغسطس الجاري، بناها العثمانيون، إلا أن هذه المعلومة عارية عن الصحة. 


بالوثائق.. العثمانيون لم يشيدوا صوامع بيروت

بالوثائق.. العثمانيون لم يشيدوا صوامع بيروت

نجم الدين النجم نجم الدين النجم   السبت 08 آب 2020

نجم الدين النجم نجم الدين النجم   السبت 08 آب 2020

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لصوامع بيروت التي دُمرت في انفجار بيروت الأخير، مرفقة بمنشور يتحدث عن حماية الصوامع للأبنية والأبراج السكنية والتجارية الواقعة خلفها، عند حدوث الانفجار، وزعمت هذه المنشورات أن صوامع الحبوب بناها العثمانيون في زمن سيطرة الدولة العثمانية على لبنان. 

ونشر الإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور صورة الصوامع مع المنشور المذكور، وجاء فيه: "صوامع الحبوب الخراسانية هذه، هي الوحيدة التي صمدت أمام قوة الانفجار، وعملت كمصدات حمت الأبراج التي خلفها" مضيفاً "بناها العثمانيون حينما قاموا بتجديد الميناء قبل 150 عاماً.. مرفأ لبنان بناه العثمانيون، هذا هو الاستعمار التركي". 



ولقي المنشور انتشاراً واسعاً وتفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. يمكنك الاطلاع على بعض من الحسابات التي تداولت المنشور هنا وهنا وهنا.

 وحصد منشور الإعلامي المصري (أحمد منصور) في فيسبوك، وحده أكثر من 9700 مشاركة.

وعقب ساعات من نشره الصورة والمعلومة المرفقة بها، أجرى منصور تعديلاً على المنشور، وحذف كلمة "بناء" واستبدلها بـ "التجديد"، إضافة إلى حذف جملة "هذا هو الاستعمار التركي"، دون تغيير حقيقي في مضمون المنشور الذي ينسب إعمار مرفأ بيروت إلى العثمانيين. 

بعد ذلك، كتب الإعلامي في قناة الجزيرة اعتذاراً في حسابيه على (تويتر) و(فيسبوك)، عن المنشور السابق الذي تحدث فيه عن بناء العثمانيين لصوامع بيروت.

كما نشر الصحفي في قناة (تلفزيون سوريا) المنشور المذكور، ولقي أيضاً تفاعلاً ملحوظاً على فيسبوك وتويتر، قبل أن يحذفه في وقت لاحق. 

دحض الادعاء

تتبّع فريق (تأكد) المعلومة الواردة في المنشور المتداولة، والتي تزعم بناء صوامع الحبوب في مرفأ لبنان في زمن الدولة العثمانية، وتبيّن أنها غير صحيح. 

ونشر موقع "منشورات المعهد الفرنسي للشرق الأدنى" عام 2009، كتاباً للمهندسة المعمارية والباحثة (فاليري كليرك هيبرسيتش) عنوانه (أحياء بيروت غير النظامية)، ووردت في الكتاب صورة جوية لمرفأ بيروت التُقطت عام 1936، -أي بعد نحو 18 عاماً من جلاء العثمانيين عن لبنان وسيطرة الجيوش الفرنسية واللبنانية على البلاد عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى- ولا تظهر في الصورة صوامع الحبوب في المرفأ، وهذا يكفي لنفي المعلومة القائلة ببناء العثمانيين للصوامع.


 صورة جوية لمرفأ بيروت التُقطت عام 1936

فضلاً عن ذلك، نُشرت (الجامعة اللبنانية) على موقع (مركز الأبحاث والدراسات القانونية والمعلوماتية) التابع لها، وثيقة تثبت تمويل مشروع صوامع مرفأ بيروت سنة عام 1970، من قبل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. 

وبنيت الصوامع بين عامي 1968 و1970، بتنفيذ شركة تشيكوسلوفاكية اسمها (باردوبيتسه - pardubická). وأدلى أحد مهندسي الشركة الذين شاركوا ببناء الصوامع يوم الخميس 4 آب/أغسطس بتصريحات لموقع تشيكي، تحدث فيه عن انفجار بيروت والضرر الذي لحق بالصوامع.

كما ذُكر في الصفحة 503 من كتاب "سياسة التجارة الخارجية الأمريكية" الصادر عن الحكومة الأمريكية سنة 1973، أن صوامع الحبوب في مرفأ بيروت، بُنيت عام 1970، وهذا يؤكد ما ورد في الوثيقة التي نشرتها الجامعة اللبنانية.


الاستنتاج

  1.  صوامع الحبوب في مرفأ لبنان لم تُبنى في زمن سيطر العثمانيين على لبنان. 
  2. وثائق حكومية لبنانية تقول إن صوامع مرفأ بيروت بنيت سنة 1970 بتمويل كويتي. 
  3. وثائق حكومية وغير حكومية أجنبية تثبت أيضاً أن صوامع الحبوب في مرفأ بيروت، لم تبنى أثناء الوجود العثماني في لبنان.
  4. بناء الصوامع نفذته شركة تشيكسلوفاكية.
المزيد من التصحيحات المتعلقة بـ:   لبنان

مراجع التحقق

آخر ما حُرّر

مواد ذات صلة


لقد أدخلنا تغييرات مهمة على سياستنا المتعلقة بالخصوصية وعلى الشروط الخاصة بملفات الارتباط Cookies،
ويهمنا أن تكونوا ملمين بما قد تعني هذه التغييرات بالنسبة لكم ولبياناتكم
سياسة الخصوصية المتعلقة بنا.
اطلع على التغييرات موافق