
مظلوم عبدي لم يعلن تعطيل اتفاق 10 آذار مع دمشق
زعمت حسابات وصفحات عامة عبر موقعي فيسبوك وإكس أن "مظلوم عبدي" قائد قوات سوريا الديمقراطية أعلن تعطيل اتفاق 10 آذار مع الحكومة السورية، إلا أن الادعاء مضلل.

تداولت صفحات وحسابات في موقع فيسبوك منشورات منذ 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025 تزعم أن "وزارة الداخلية السورية أعلنت اعتقال عبدالإله الجميلي مرتين، المرة الأولى عقب تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، والمرة الثانية مؤخراً في إطار ما وصفته بإنجاز جديد ضمن التحالف ضد داعش".
وقد استدلت بعض الصفحات والحسابات بمنشور قناة الإخبارية السورية الرسمية في فيسبوك، ونقلت عنها ما يوحي أن الاعتقال حديث، كما قارنت صفحات منشور الإخبارية الجديد بمنشور قديم لها، وأرفقت الخبرين في صورة واحدة لدعم سردية الادعاء.
ولقي الادعاء انتشاراً واسعاً واستخدم في سياق سياسي ساخر ومناهض للسلطة الانتقالية، ويمكن الاطلاع على عيّنة من الحسابات التي ساهمت في تداوله ضمن قائمة "مصادر الادعاء".
تحقّق فريق منصة (تأكد) من الادعاء الذي زعم أن "وزارة الداخلية السورية على لسان المتحدث باسمها أعلنت اعتقال عبدالإله الجميلي مرتين"، وتبيّن أنه ادعاء مضلل.
إذ بالعودة إلى فيديو تصريحات المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا لقناة الإخبارية السورية، تبيّن أنه أشار إلى أن اعتقال الجميلي تم بعد أقل من 24 ساعة من أحداث الدويلعة (تفجير كنيسة مار إلياس) والتي وقعت في 22 حزيران/ يونيو 2025، وجاء كلامه ضمن سياق الحديث عن أثر عملية الاعتقال على تنظيم داعش، وليس إعلاناً جديداً عن عملية اعتقال ثانية.
كما راجع فريق (تأكد) منشور صفحة الإخبارية السورية الرسمية حول تصريحات المتحدث باسم الداخلية، وتبيّن أن القناة نشرت تصريحاً مجتزاً خارج سياقه الزمني، وهو ما جعل المنشور يبدو وكأنه إعلان جديد عن عملية اعتقال حديثة. ما تسبب بانتشار الادعاء. فقد ورد في منشور القناة:
"خلال عملية مداهمات خلايا داعش تم ضبط كتيبة انتحاريين في حلب. اعتقال القيادي عبدالإله الجميلي المعروف بأبي عماد الحميلي يشكل ضربة قوية للتنظيم."
ثم عدلت القناة المنشور لاحقاً لتصبح العبارة:
"اعتقال القيادي عبدالإله الجميلي المعروف بأبي عماد الحميلي شكل ضربة قوية للتنظيم."
إلا أنها لم تُضف التوضيح الزمني للاعتقال الذي جاء في مقابلة نور الدين البابا.
أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين بابا أن الوزارة، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، نفّذت 61 عملية مداهمة في محافظات عدة بينها حلب وإدلب ودير الزور والبادية والرقة ودمشق وريفها، في إطار حملة أمنية واسعة تستهدف خلايا تنظيم "داعش".
وقال بابا خلال مقابلة له على شاشة الإخبارية السورية في 08 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025 إن الحملة أسفرت عن اعتقال 71 شخصاً يشتبه بانتمائهم للتنظيم، بينهم قيادات عليا ومتوسطة المستوى، وضبط مخازن للذخيرة والسلاح وأوكار تحتوي متفجرات ومعدات لوجستية كان يستخدمها التنظيم في عملياته. وأضاف أن أحد عناصر الأمن أُصيب خلال العمليات، فيما تم تحييد أحد عناصر التنظيم.
وفي تقييمه لنشاط التنظيم، أوضح بابا أن تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق مثّل "ذروة" نشاط داعش في الفترة الماضية، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية اعتقلت بعد أقل من 24 ساعة من التفجير عبدالإله الجميلي (أبو عماد الجميلي)، الذي كان يشغل منصب “والي الصحراء” ضمن التنظيم، واصفاً العملية بأنها ضربة قوية لقدرات داعش داخل سوريا.