
مقتل رائد المتني بعد تعذيبه في السويداء
وصول جثمان رائد المتني إلى مشفى السويداء بعد أيام من اعتقاله على يد ميليشيا الحرس الوطني، مع ظهور آثار تعذيب واضحة. التفاصيل الكاملة حول الحادثة وشهادات المصادر الطبية.



نشرت شخصيات وصفحات تابعة لرجل الدين الدرزي حكمت الهجري مقطع فيديو زعمت أنه النسخة الأصلية من فيديو آخر انتشر خلال الساعات الماضية، ويظهر جثمان رائد المتني الذي قُتل تحت التعذيب بعد ساعات من اعتقاله على يد ميليشيا "الحرس الوطني"، وذلك في محاولة للتشكيك بالمقطع المتداول.

المقطع الذي استند إليه الناشرون وكان أبرزهم الإعلامي ماهر شرف الدين، يسمع خلاله شخص يتحدث باللهجة العراقية بصوت مرتفع موجهاً كلامه إلى الميت الذي ناداه باسم "محمد"، ويُسمِعه الشهادة التي تُلقَّن عادةً لضحايا من أتباع المذهب الشيعي قبل دفنهم.

ادّعى الناشرون أن ما يسمع في الفيديو يشكّل دليلاً قاطعاً على فبركة المقطع الذي يثبت تعرّض الشيخ رائد المتني للقتل تحت التعذيب، وأن الفيديو المتداول يعود في الحقيقة إلى ضحية عراقية قتلها تنظيم داعش قبل سنوات. إلا أن تحليل الفيديو أثبت صحة المقطع المتداول، وأنه يُظهر جثمان المتني الذي قُتل تحت التعذيب في سجون ميليشيا "الحرس الوطني".

واعتمد التحليل الذي أجرته منصة (تأكد) بشكل رئيسي على مطابقة اللقطات المصوّرة التي ظهرت تزامناً مع اعتقال الشيخ رائد المتني على يد عناصر من ميليشيا "الحرس الوطني" التابعة لحكمت الهجري، والتي يُرى خلالها تعرّضه للإذلال عبر حلق شاربيه ولحيته وهو مقيّد، مع صور انتشرت لاحقاً تُظهر جثمان المتني وعليه آثار تعذيب، إضافة إلى المقطع الذي زُعم أنه من العراق.
وأظهرت المقارنة تطابقاً كاملاً في الملابس التي كان يرتديها المتني في اللقطات الثلاث، إلى جانب تطابق علامات التعذيب التي بدت على جسده، والتي نخفيها في صور المطابقة.

كان رائد المتني واحداً من بين الأشخاص الذين تعرّضوا للاعتقال يوم السبت 29 تشرين الثاني/نوفمبر خلال حملة نفذتها ميليشيا "الحرس الوطني" التابعة لحكمت الهجري.
وقال مراسل منصة "تأكد" في السويداء إن الحملة استهدفت عدداً من الشخصيات الدرزية في المحافظة.
وبحسب المراسل، ارتكب عناصر الميليشيا خلال الحملة انتهاكات وعمليات إذلال بحق المعتقلين، ونقل عن مصادر محلية أن بعض المعتقلين طرحوا إمكانية الدخول في مسار تفاوضي مع دمشق، في حين برّرت مصادر من "الحرس الوطني" الحملة بأنها تهدف إلى "ضبط الأمن".
ويوم الثلاثاء 2 كانون الأول/ديسمبر، أكدت مصادر متطابقة لمنصة (تأكد) وصول جثمان رائد المتني إلى المشفى الوطني في السويداء فجراً.
ونقل مراسلنا عن مصادر مطّلعة وجود آثار ضرب وتعذيب على جثمان المتني، الذي تعرّض خلال اعتقاله لعمليات إذلال وتعذيب بعد اتهامه بـ "الخيانة" إثر طرحه مساراً تفاوضياً مع السلطات السورية، وذلك وفق ما ظهر في تسجيل مصوّر انتشر عقب اعتقاله.
وفي السياق ذاته، حصلت (تأكد) على معلومات تفيد بمقتل شخصين آخرين من المعتقلين، هما ماهر فلحوط وعاصم زيد أبو فخر، إلا أن المنصة لم تتمكن من التحقق من صحة هذه المعلومات من مصادر موثوقة حتى الآن.