

انحياز
هل وقّع دونالد ترامب قراراً بنقل حقوق الجولان لإسرائيل حديثاً؟

أحمد زعرور

الادعاء
تداولت صفحات وحسابات على موقع فيسبوك تصريحاً حديثاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول فيه إنه وقّع على نقل حقوق الجولان إلى إسرائيل، ثم اكتشف لاحقاً أن قيمتها تساوي تريليونات الدولارات، وأرفقت الحسابات التصريح بعبارات توحي بأن الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان جرى مؤخراً بعد سقوط النظام السابق وخلال حكم السلطة الحالية.
ومن بين العبارات المتداولة:
- "كانوا يقولون إن حافظ الأسد باع الجولان، ثم جاء الشرع فتنازل عنه بقارورة من العطر"
- "مبروك على الجولاني وعصابته.. على السوريين أن يدركوا الآن لماذا أسقطوا النظام السابق"
- "رفع العقوبات مقابل الجولان.. هل باع الجولاني الجولان مقابل رفع العقوبات؟!"



وقد لقي الادعاء انتشاراً واسعاً منذ 17 كانون الأول/ ديسمبر 2025، ويمكنكم الاطلاع على عينة من الحسابات التي قامت بنشره.
أبرز الناشرين
دحض الادعاء
تحقق فريق منصة (تأكد) من ادعاء أن توقيع ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان هو توقيع جديد بعد سقوط النظام وخلال حكم السلطة الحالية، وتبين أن الادعاء مضلل.
فتوقيع الرئيس دونالد ترامب لقرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان حصل بتاريخ 25 مارس/آذار 2019 خلال ولاية ترامب الأولى وفي زمن حكم النظام السابق، وأما التصريح الجديد لترامب فقد جاء بتاريخ 16 كانون الأول/ ديسمبر 2025 خلال سرده لقراراته المؤيدة لإسرائيل كرئيس، بما في ذلك اعترافه السابق بسيادة إسرائيل على الجولان عام 2019.
ترامب: الجولان قد يساوي "تريليونات الدولارات"
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حفل عيد الأنوار الذي أُقيم في البيت الأبيض مساء الثلاثاء 16 كانون الأول/ ديسمبر 2025، إنه وقّع قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان من دون أن يكون مدركاً في حينه لقيمتها الاقتصادية، مشيراً إلى أنه اكتشف لاحقاً أن المنطقة قد تساوي "تريليليونات الدولارات".
وأضاف ترامب أنه "كان ينبغي أن يطلب شيئاً في المقابل" من إسرائيل عند توقيعه القرار عام 2019.
وفي 30 أيلول/سبتمبر 2025، ذكّرت وزارة الخارجية السورية بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 الصادر عام 1981، والذي يقضي بإبطال وإلغاء قرار إسرائيل فرض قوانينها وسلطتها وإدارتها على مرتفعات الجولان. ونشرت الخارجية السورية القرارعلى حساباتها الرسمية، وذلك عقب تصريحات مشابهة لترامب جدّد فيها الإشارة إلى قرار اعترافه خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
وكان توقيع ترامب قد اعتُبر في حينه مخالفةً للموقف الدولي الرافض الاعتراف بضم إسرائيل للجولان، وأثار إدانات واسعة من الأمم المتحدة وعدد من الدول، التي أكدت تمسكها باعتبار الجولان أرضاً سورية محتلة وفق قرارات مجلس الأمن الدولي.
الاستنتاج
- الادعاء بأن "ترامب وقّع حديثاً على نقل حقوق الجولان إلى إسرائيل بعد سقوط النظام وخلال حكم السلطة الحالية" هو ادعاء مضلل.
- التوقيع تم عام 2019، أما التصريحات المتداولة فهي إعادة سرد لقرار قديم، وقد أخرجته حسابات من سياقه الزمني وربطته بالواقع السياسي الراهن بعد سقوط النظام.
- أُدرجت هذه المادة في قسم "انحياز" وفق "منهجية تأكد".


