الطفل الظاهر في الصورة لم يُقتل على يد "جيش الهجري" أو مسلحين من البدو

رافي برازي
calendar_month
نشر: 2025-07-23 , 12:50 م
edit
تعديل: 2025-07-23 , 9:43 م

الادعاء

تداولت حسابات في إكس وفيسبوك أن صورة لجثة طفل مبتورة الذراع، وزعمت أن الطفل الظاهر فيها قُتل على يد مسلحين من "جيش الهجري"، عبر ربط ذراعيه بسيارتين قادوها في اتجاهين متعاكسين، ما تسبب ببتر ذراعه ووفاته لاحقًا، في حين زعمت حسابات أخرى أن الطفل ينتمي للطائفة الدرزية، وأن من أعدمه مسلحون من أبناء العشائر البدوية، مشيرة إلى أن الحادثة وقعت في الريف الغربي من محافظة السويداء.

تُظهر الصورة طفلًا ممدّدًا على بطنه، وقد تعرّض لبتر واسع في الكتف الأيسر، حيث تبدو الأنسجة مكشوفة بشكل واضح، مع ظهور الكرة المفصلية لعظم العضد. كما تظهر على وجهه آثار دماء وكدمات في منطقة الجبهة والأنف. وحازت مع الادعاءات المرفقة على انتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن الاطلاع على عينة من الحسابات المساهمة بنشرها في قسم "مصادر الادعاء".

تضليل

المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.

دحض الادعاء

تحقّق فريق منصة (تأكد) من صحة الصورة والادعاء بأن الطفل الظاهر فيها قُتل على يد "جيش الهجري" أو "مسلحين من البدو" بطريقة وحشية في محافظة السويداء، وتبيّن أن الادعاءين مضللان.

إذ أكّدت مصادر محلية في محافظة الرقة لمنصة (تأكد) أن الجثة الظاهرة في الصورة تعود للطفل "مندوب فرحان الحسين"، من سكان مخيم المحمودلي، وتوفي إثر حادث أليم بعد قفزه من أعلى قلعة جعبر الواقعة على ضفاف نهر الفرات، وارتطامه بكتلة إسمنتية، ما تسبب بخلع في الكتف أدى إلى وفاته. وبحسب صفحات على موقع فيسبوك نقلت عن فرق الغوص التابعة لفوج إطفاء الطبقة، انتُشلت الجثة من مياه النهر ونقلت إلى المشفى الوطني في الطبقة، وتبيّن أن الحادث لا يحمل أي طابع جنائي أو خلفية طائفية.

مطابقة الصور وتحليل المحتوى البصري

تحقّق فريق منصة (تأكد) من الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وطابقها مع صور حصل عليها من مصادر محلية، وتبيّن أنها تعود للطفل ذاته. ويظهر في جميع الصور ذات العناصر المحيطة، بما في ذلك البطانية متعددة الألوان، السرير، والأثاث الطبي في الخلفية، ما يؤكد أنها التُقطت في سياق موحّد عقب الحادثة، كما تُظهر الصور المتطابقة إصابة واضحة في الكتف الأيسر ناجمة عن خلع كامل لعظم العضد.

انتهاكات في محافظة السويداء

وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سلسلة من الانتهاكات الجسيمة في محافظة السويداء خلال شهر تموز/ يوليو 2025، على خلفية الاشتباكات بين فصائل درزية ومجموعات من العشائر البدوية. ووفق تقريرها الصادر في 21 تموز/ يوليو، قُتل ما لا يقل عن 558 شخصاً، بينهم أطفال ونساء وكوادر طبية، وأُصيب أكثر من 780 آخرين بجروح متفاوتة، كما شهدت المحافظة موجة إعدامات ميدانية وعمليات تنكيل واعتقال واختطاف طالت مدنيين من الجانبين، وأكدت الشبكة أن العنف اتخذ طابعاً انتقامياً، تخللته عمليات تدمير ممنهج لمنازل ومحال تجارية، وسرقة ممتلكات خاصة.

كما أشارت الشبكة إلى أن هذه الانتهاكات تسببت في تهجير آلاف المدنيين، خاصة من أبناء العشائر، في ظل انهيار منظومة الخدمات الأساسية من ماء وغذاء وصحة. ووصفت الوضع الإنساني في السويداء بأنه كارثي وغير مسبوق، مطالبة بالسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية، وفتح تحقيق دولي في جرائم القتل الجماعي والانتهاكات المرتكبة. وعلى الرغم من إعلان هدنة منتصف الشهر، لا تزال حوادث العنف مستمرة، وسط دعوات متزايدة من منظمات حقوقية لمحاسبة المتورطين وتقديم الحماية للمدنيين دون تمييز.

الاستنتاج

  1. الادعاء بأن الطفل الظاهر في الصورة قُتل على يد "جيش الهجري" عبر ربط ذراعيه بسيارتين، أو أُعدم على يد مسلحين من البدو بطريقة وحشية في محافظة السويداء، ادعاء مضلل.
     
  2. أظهر التحقق أن الجثة تعود للطفل "مندوب فرحان الحسين"، من سكان مخيم المحمودلي في محافظة الرقة، وتوفي نتيجة حادث عرضي إثر سقوطه من أعلى قلعة جعبر وارتطامه بكتلة إسمنتية.
     
  3. هذه المادة أدرجت في قسم "تضليل" بحسب "منهجية تأكد".

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025