ادّعت حسابات على موقع فيسبوك أن مقطع فيديو يُظهر أحد شيوخ الطائفة الدرزية وهو يعلن أن الخيار الوحيد أمام الدروز اليوم هو دمشق، ويدعو إلى تفعيل الأمن العام والتنسيق مع الدولة السورية لحماية الأرض والعرض، وزُعم أن الفيديو مُسرّب من مجلس داخلي للطائفة ويعكس خلافات بين الشيوخ حول رؤية الشيخ حكمت الهجري ورفض تدخل إسرائيل، وذلك بتاريخ 19 آب/أغسطس 2025.
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
الادعاء الذي يزعم أن المقطع مسرّب من مجلس داخلي للطائفة الدرزية ويكشف عن خلافات بين الشيوخ حول رؤية الشيخ حكمت الهجري ورفض التدخل الإسرائيلي، ادعاء مضلل.
وأظهرت نتائج البحث العكسي، باستخدام أداة InVid، أن الفيديو نُشر على فيسبوك بتاريخ 2 أيار/مايو 2025، وهو يوثّق كلمة الشيخ يحيى الحجار خلال لقاء علني حضره مشايخ ومثقفون وفعاليات اجتماعية من الطائفة الدرزية في السويداء، أعلن فيه الوقوف إلى جانب الحكومة السورية ونبذ كل من يثير الفتن ويرفض التواصل مع الدولة. كما ارتبط التسجيل بأحداث سابقة في السويداء وجرمانا، ولا يمت بصلة إلى الأحداث الراهنة.
شهدت محافظة السويداء في 16 آب/أغسطس 2025 حادثة اقتحام مضافتين تابعتين لمشيخة العقل (الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية) في منطقتي عين الزمان وسهوة البلاط، حيث أقدمت مجموعة موالية للشيخ حكمت الهجري على الاعتداء على شيخَي العقل يوسف جربوع وحمود الحناوي. وخلال الاقتحام، قام أفراد المجموعة برفع صور الهجري إلى جانب العلم الإسرائيلي داخل المضافتين، في خطوة اعتُبرت ذات دلالات رمزية قوية. هذا التصعيد عُدّ تحديًا مباشراً لسلطة الرئاسة الروحية التقليدية للطائفة، ورسالة واضحة بدعم التيار المرتبط بالهجري.
وتزامن ذلك مع بروز حكمت الهجري وميليشياته كقوة مهيمنة على المشهد في السويداء، حيث نجح في فرض نفوذه على الشارع عبر القوة العسكرية والخطاب السياسي الذي يقدّم نفسه كمرجعية وحيدة، بعيدًا عن بقية الشيوخ والمؤسسات التقليدية. ومع تراجع دور هؤلاء وتهميش حضورهم، باتت مواقف الهجري وتحركات جماعته المسلحة هي التي تحدد مسار العلاقة مع السلطة وتوجّه التوازنات داخل المحافظة، بما يعكس واقعًا جديدًا يتركز فيه القرار بيد رجل واحد وتياره.