تأكد

مصادر الادعاء

  • زمان الوصل
  • الصحفي أيمن الحداد
  • السويداء الحدث
كذب

كذب

ما حقيقة اختلاس 700 مليون ليرة في السويداء؟

قصي جمول

قصي جمول

نشر ٦ سبتمبر ٢٠٢٥
ما حقيقة اختلاس 700 مليون ليرة في السويداء؟

الادعاء

زعمت صحيفة "زمان الوصل" المحلية، أن “المكلّف بقبض الرواتب في السويداء من جانب حكمت الهجري، أدهم عريج، اختلس بتاريخ 12 تموز/يوليو 2025 أكثر من 700 مليون ليرة، استلمها من الدولة السورية عبر المصرف التجاري تحت بند رواتب المتقاعدين وذوي الشهداء بعد 2011، تنفيذاً لاتفاق سابق مع الدولة. ويعادل المبلغ نحو 73 ألف دولار”.

وأضافت الصحيفة للمعلومات التي نشرتها بتاريخ 28 آب 2025 ونسبتها لمصادر لم تسمها أن “عريج قطع اتصاله مع الحكومة، وهو الآن تحت حماية ميليشيا الهجري في السويداء”.

وحظي الادعاء بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ساهمت عدة حسابات في تداوله بصيغ مختلفة. ويمكن الاطلاع على عينة من هذه الحسابات في قسم "مصادر الادعاء".

دحض الادعاء

مسؤول حكومي ينفي

نفى مسؤول حكومي بمحافظة السويداء في تصريح خاص لمنصة (تأكّد) صحة الاتهامات التي وردت في الادعاء للشخص المذكور وأكد أن عملية تسليم الرواتب جرت وفق الأصول.

وأوضح المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أن محافظ السويداء مصطفى البكور كلفه باختيار شخص يتولى مهمة صرف الرواتب، فوقع الاختيار على أدهم عريج لخبرته وثقة التعامل معه. وبيّن أن المهمة واجهت صعوبة في بدايتها بسبب تعوّد الناس على استخدام بطاقات الصراف، غير أن عريج تصدى لها بمساعدة مجموعة من الشبان والشابات في تسجيل الأسماء وتنظيم الدور، خاصة مع بلوغ عدد المستفيدين نحو ستة آلاف شخص.

عريج يقدم مستندات براءة

بدوره قدم أدهم عريج، محاسب الموازنة في مالية محافظة السويداء، خلال تواصل منصة (تأكد) معه عبر تطبيق "واتساب"، أدلة تنفي ادعاء اختلاسه مبالغ مخصصة لرواتب المتقاعدين وذوي الشهداء، وزوّد المنصة بحزمة وثائق رسمية شملت أوراق استلام موقّعة من المستفيدين بتاريخ 12 تموز/يوليو 2025، وهو التاريخ ذاته الوارد في الادعاء.

أوراق استلام موقّعة من المستفيدين

أوراق استلام موقّعة من المستفيدين

إضافة إلى صور من إشعارات تحويل صادرة عن المحافظ مصطفى بكور تؤكد تحويل الرواتب إلى حسابه الشخصي عبر تطبيق "شام كاش". كما قدّم قائمة المتقاعدين بعد عام 2011، وأظهرت مطابقة عينة من الأسماء توافقاً مع أوراق الاستلام.

اثبات الحوالات المالية على تطبيق شام كاش من محافظ السويداء لادهم عريج

وبالإضافة إلى ذلك، قدّم عريج للمنصة خطة صرف الرواتب التي توضح تفاصيل المراحل الشهرية، بما فيها الدفعة الأخيرة للمتقاعدين و"ذوي الشهداء"مرفقة بالمنحة الأخيرة البالغة 300 ألف ليرة سورية.

خطة صرف الرواتب للمتقاعدين و"ذوي الشهداء"

كما عرض شيكات صادرة عن مصرف سورية المركزي باسمه، تؤكد سحب المبالغ المخصّصة لهذه الرواتب وفق الخطة، وذلك قبل تاريخ تموز/يوليو 2025.

وأكد عدد من المستفيدين والموقعين على سجلات الاستلام ممن تواصلت معهم (تأكد) استلامهم مستحقاتهم المالية من العريج وفق الأصول.

محافظ السويداء: لا يوجد معلومات لدينا!

تواصلت منصة (تأكد) مع محافظ السويداء مصطفى بكور عبر تطبيق "واتس أب" للاستفسار عن المزاعم التي نشرتها صحيفة "زمان الوصل"، فنفى امتلاكه أي معلومات بهذا الخصوص، لافتاً إلى أن الصحيفة ليست جهة رسمية.

وأوضح بكور أنه أجرى بتاريخ 12 تموز/يوليو 2025 عملية تحويل مالي للمحاسب أدهم عريج لتغطية رواتب العسكريين المتقاعدين بعد عام 2011. وأضاف أن مسألة الاختلاس تستدعي تحقيقاً رسمياً "وفق الأصول" لضمان عدم ظلم أي طرف، مؤكداً أنه لا يملك حالياً ما يثبت أو ينفي صحة المزاعم المتداولة

صرف الرواتب في السويداء

شهدت محافظة السويداء صعوبات متزايدة في آلية صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين، نتيجة ضعف السيولة والاضطرابات الأمنية. فقد تعرضت فروع مصرفية، من بينها المصرف التجاري في شهبا، لاعتداءات مسلحة أدت إلى سرقة جزء من الأموال المخصصة للصرف، ما انعكس على انتظام تسليم الرواتب وأجبر الكثير من المستفيدين على الانتظار رغم توفر التحويلات المالية في حساباتهم. كما عبّر متقاعدون عن معاناتهم اليومية بسبب تعذر السحب من الصرافات، الأمر الذي كشف عمق أزمة السيولة في المصارف المحلية.

وفي السياق ذاته، أصدرت محافظة السويداء للإخبارية السورية الجمعة 5 أيلول/سبتمبر 2025 توضيحاً بيّنت فيه أن "تأخير صرف الرواتب لبعض الدوائر يعود إلى تقصير إداري من بعض المديريات التي لم ترفع تقاريرها المالية وفق الأصول، إضافة إلى تدخلات من فصائل وجهات غير قانونية وصلت إلى حد التهديد وأربكت عمل المؤسسات".

كما أشارت إلى أن "قرارات فردية بتغيير هيكليات أو التصرف بالأموال خارج الأطر القانونية زادت من حدة الخلل في التنسيق المالي والإداري". معتبرة أن "هذه الممارسات حالت دون تنفيذ وزارة المالية لعمليات الصرف بشكل منتظم، ما انعكس سلباً على حياة الموظفين وزاد من معاناتهم".

Aa
18

ذو صلة

تأكدAI