ادعت صفحات على موقع فيسبوك أن محافظ السويداء مصطفى بكور زار عدداً من النساء الدرزيات المختطفات وظهر جالساً إلى جانب الخاطفين، مشيرةً إلى أن استمرار احتجاز النساء يشكل "وصمة عار إنسانية وأخلاقية"، مؤكدة أن الواجب كان تحريرهن وإعادتهن إلى عائلاتهن بدلًا من عقد لقاءات مع الجهة التي تحتجزهن، فيما أرفقت بعض الصفحات مقطع فيديو قالت إنه يوثق زيارة المحافظ، إلى جانب النص المتداول للادعاء.
وحظي الفيديو والادعاء المرفق بانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ساهمت عدة حسابات في تداوله بصيغ مختلفة، ويمكن الاطلاع على عينة من هذه الحسابات في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم أن محافظ السويداء مصطفى بكور زار نساء درزيات مختطفات وظهر جالسًا برفقة الخاطفين، وتبيّن أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر التحقيق الذي أجرته المنصة عبر التواصل مع عدة مصادر محلية أن الرواية المتداولة الفيديو موضع الادعاء وأنه يظهر "اختطاف" نساء من السويداء غير صحيحة، حيث تبين أن النساء كن بضيافة أحد الأشخاص في محافظة درعا الذي وفر لهن الحماية بعد تعرضهن لاعتداء من مجموعات مسلحة بدوية، قبل أن يتم تأمين نقلهن لاحقًا إلى منطقة آمنة.
أوضح الشيخ طلال كنعان من دروز مدينة جرمانا أن الفيديو المتداول يعود لفترة الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء بشهر تموز/يوليو الماضي، حيث أن أبو سليم الحريري وهو مختار بلدة بصر الحرير بريف درعا تواصل معه وأبلغه بوجود مجموعة من السيدات اللواتي استضافهن لديه نتيجة الأحداث الدائرة في الريف الغربي للسويداء، طالبًا منه المجيء لنقلهن وتأمينهن.
وأضاف كنعان أنه توجه بعد ذلك بسيارته الشخصية إلى البلدة ونقل النساء إلى جرمانا، حيث تمت استضافتهن في مزرعة تابعة للشيخ الدرزي يحيى ملاعب لنحو شهر ونصف.
وذكر الكنعان أن المجموعة ضمّت: تمارة خالد نصر، إلهام الصفدي، الطفل طلال أبو عاصي (3 سنوات ونصف، ابن تمارة)، وئام صلاح الدين ووالدتها وجدتها، إضافة إلى أم عماد صلاح الدين وسعدى الشاطر.
وفي شهادة مباشرة حصلت عليها منصة "تأكد"، روت السيدة تمارة نصر – وهي إحدى النساء اللواتي ظهرن بالفيديو– تفاصيل ما تعرضن له. وأوضحت أنها كانت برفقة زوجها وسلفها وحماتها أثناء خروجهم من بلدة نجران، حين اعترضتهم مجموعة من العشائر البدوية، وقام أفرادها بإنزال زوجها وسلفها وقتلهما أمام أعينهم بمشاركة أشخاص قادمين من حوران.
وأضافت نصر أن أحد أفراد الأمن العام التابع للسلطة ويدعى منتصر الحريري تدخل وحماهن من البدو ونقلهن إلى منزل المختار أبو سليم الحريري في بصر الحرير.
وتؤكد الشاهدة أنهن حظين بمعاملة حسنة دون أي مضايقات خلال فترة استضافتهن في منزل المختار، وخلال فترة الاستضافة زارهم مصطفى البكور محافظ السويداء واطلع على احتياجتهم وسألهم عن وجتهم التي يرغبون بالتوجه إليه فأبلغوه بأنهن يرغبن بالتوجه إلى منطقة جرمانا وبناء على رغبتهن حضر الشيخ طلال كنعان المعروف بـ"أبو سلمان" ونقلهن إلى جرمانا، حيث استُضفن في مزرعة الشيخ يحيى ملاعب لمدة قاربت الشهر ونصف، قبل أن يعدن منذ أيام قليلة إلى مدينة السويداء.
أعربت منظمة الأمم المتحدة في تقريرها الصادر بتاريخ 21 آب/أغسطس 2025 عن قلقها "من الهجمات على المجتمعات الدرزية، بما في ذلك العنف الجنسي ضد النساء والفتيات" وقالت إن ما لا يقل عن 105 امرأة وفتاة درزية تعرضوا للخطف على أيدي جماعات مسلحة تابعة للسلطات السورية المؤقتة ، وما زال 80 منهن مفقودات. وأن بعض النساء اللواتي أُطلق سراحهن لا يستطعن العودة إلى منازلهن بسبب مخاوف أمنية. وفي ثلاث حالات على الأقل، تعرضت نساء درزيات للاغتصاب قبل إعدامهن. وما زال 763 شخصاً، بينهم نساء، في عداد المفقودين.