ادعت صفحة محلية على فيسبوك تدعى "سوريا الغد" وحسابات أخرى أن الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، "صرح بأنه كان ينوي المشاركة في قمة الدوحة وأنه قدم اعتذاره لأمير قطر لارتباطه باجتماعات أخرى تمنع حضوره".
وحظي الادعاء بانتشار على فيسبوك، بعد أن ساهمت عدة حسابات في تداوله، ويمكن الاطلاع على عينة من هذه الحسابات في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.
أجرى فريق منصّة (تأكّد) بحثاً للتحقّق من صحة الادعاء الذي يزعم أنّ الشيخ حكمت الهجري "صرّح بأنه كان ينوي المشاركة في قمة الدوحة، وأنه قدّم اعتذاره لأمير قطر لارتباطه باجتماعات أخرى تمنع حضوره"، وتبيّن أنّ الادعاء ملفَّق.
إذ لم يُظهر البحث المتقدّم باستخدام الكلمات المفتاحية المرتبطة بالخبر أي نتائج تدعمه، كما لم تنشر الرئاسة الروحية للموحّدين الدروز أي تصريحات أو بيانات تتعلّق بالموضوع عبر معرفاتها الرسمية. كذلك لم يُعثر على أي تقرير أو مقابلة أو مقال يوثّق مثل هذا الاعتذار في وسائل الإعلام المحلية أو الدولية.
فضلًا عن ذلك، فإن الادعاء يفتقر إلى الأساس المنطقي، فالقمة المذكورة مخصّصة للرؤساء والوفود الرسمية لدولهم، ولا تتضمّن عادةً دعوات لزعامات روحية محلية أو شخصيات غير رسمية. وعليه، فإن الادعاء منسوب زوراً إلى الشيخ حكمت الهجري، ويأتي ضمن سلسلة منشورات ملفّقة دأبت صفحة "سوريا الغد" على نشرها في الفترة الأخيرة.
عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية – إسلامية طارئة يومي 14 و15 أيلول/سبتمبر 2025، وذلك عقب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي القطرية وأدى إلى مقتل وإصابة عدد من الشخصيات المرتبطة بحركة حماس ومواطنين مدنيين.
وجاءت القمة بدعوة عاجلة من قطر لمناقشة الاعتداء الذي وُصف بأنه انتهاك صارخ لسيادة دولة عضو في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وشارك فيها قادة وزعماء من دول عدة، من بينها السعودية وتركيا وإيران وسوريا، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية ومسؤولين من منظمات إقليمية ودولية.
ركزت أعمال القمة على إدانة العدوان الإسرائيلي والتشديد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم استهدافها تحت أي ذريعة، وأكد البيان الختامي للقمة على رفض محاولات تقويض الدور القطري أو استهداف الوسطاء، واعتبر أن مثل هذه الممارسات تمثل تهديدًا مباشرًا لجهود التهدئة وللأمن الجماعي العربي والإسلامي.
شارك الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة، حيث ألقى كلمة أكد فيها تضامن سوريا مع قطر ورفضها القاطع لأي استهداف يمس سيادتها، واعتبر أن الاعتداء الإسرائيلي تجاوز لكل الأعراف والقوانين الدولية.