مقطع تمثيلي يُتداول على أنه لمجريات توقيع اتفاقية الدوحة بين طالبان وأميركا

رافي برازي
calendar_month
نشر: 2025-09-25 , 6:14 م
edit
تعديل: 2025-09-25 , 8:47 م

الادعاء

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في فيسبوك وإكس ويوتيوب منذ آب 2025، مقطع فيديو قيل إنه يوثّق مجريات توقيع اتفاقية الدوحة بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأميركية. ويظهر المقطع تعاملاً مهيناً من جانب ممثل حركة طالبان بلباسه الأفغاني لممثل الولايات المتحدة صاحب البدلة الرسمية خلال مراسم التوقيع، وأُرفق الادعاء بوصف المشهد بأنه "دليل على هزيمة الولايات المتحدة وانتصار طالبان".

وحاز الفيديو المرفق بالادعاء على انتشار واسع إذ تداولته حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي، وتجدون عينة من الحسابات المساهمة بانتشاره في قائمة "مصادر الادعاء".

تضليل

المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكّد) بحثاً للتحقق من الادعاء الذي زعم أن "مقطع الفيديو المتداول يوثّق مجريات توقيع اتفاقية الدوحة بين حكومة طالبان والولايات المتحدة الأميركية، وأن ممثل حركة طالبان أهان نظيره الأمريكي خلال التوقيع"، وتبيّن أن الادعاء مضلل.

إذ يظهر المقطع المتداول أن التوقيع جرى على مسرح أمام ستارة، كما علت خلال المشهد ضحكات من الحاضرين.

وأظهرت نتائج البحث العكسي أن المقطع نُشر لأول مرة على منصة إكس بتاريخ 24 آب/أغسطس 2025 من قبل صانع محتوى أفغاني موالٍ لحكومة طالبان، وقدّمه بوصفه مشهداً تمثيلياً يجسّد الاتفاقية. ويظهر في المقطع أنه صُوّر على مسرح من زاوية مختلفة، حيث أُعيد تمثيل مجريات التوقيع بأسلوب يسخر من الجانب الأمريكي.

كما أن المقارنة مع الفيديو الأصلي لاتفاقية الدوحة أوضحت أن المشهد التمثيلي حاول تقليد تأخر نائب رئيس حركة طالبان الملا عبد الغني برادر أثناء توقيع الاتفاقية مقارنة بنظيره المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان زلماي خليل زاده آنذاك، وقدم المشهد بقالب ساخر على نحو أن ممثل حركة طالبان أجبر نظيره الأمريكي على التوقيع أولاً.

اتفاقية الدوحة ومولد الإمارة

وُقِّعت اتفاقية الدوحة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في 29 شباط/فبراير 2020، ونصّت على انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف الناتو من أفغانستان خلال 14 شهرًا، مقابل التزام طالبان بعدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات على واشنطن وحلفائها، وفتح مفاوضات مع الحكومة الأفغانية. بدأت القوات الأميركية بتقليص وجودها تدريجياً بعد الاتفاق، ما أضعف موقف الحكومة الأفغانية وأتاح لطالبان توسيع نفوذها في الأقاليم.

مع بدء الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية في أيار/مايو 2021، تقدّمت حركة طالبان بسرعة وسيطرت على معظم الولايات وصولاً إلى العاصمة كابل في 15 آب/أغسطس من العام نفسه. عندها غادر الرئيس أشرف غني البلاد، وانتهت الجمهورية الأفغانية بعد نحو 17 عاماً، فيما دخل مقاتلو طالبان القصر الرئاسي معلنين سيطرتهم على الحكم.

لإعلان طالبان استعادة "الإمارة الإسلامية" وسقوط "الجمهورية" أثار جدلاً واسعاً داخل أفغانستان وخارجها؛ إذ تعاملت بعض الدول  كالصين والإمارات العربية المتحدة مع سيطرة الحركة كأمر واقع، بينما رفضت أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي الاعتراف بشرعية حكمها.

الاستنتاج

  1. الادعاء بأن "مقطع الفيديو يُظهر مجريات توقيع اتفاقية الدوحة بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأميركية، وأن ممثل حركة طالبان أهان نظيره الأمريكي خلال التوقيع"، هو ادعاء مضلل.
     
  2. تبيّن أن المقطع نُشر لأول مرة على منصة "إكس" بتاريخ 24 آب/أغسطس 2025 من قبل صانع محتوى أفغاني موالٍ لطالبان على أنه مشهد تمثيلي، وليس توثيقًا للاتفاقية. 
     
  3. مشهد التوقيع في المقطع المتداول جرى على مسرح أمام ستارة، كما علت خلال المشهد ضحكات من الحاضرين، وهو مختلف عن الفيديو الأصلي لتوقيع اتفاقية الدوحة من حيث المكان والبروتوكول والأشخاص.
     
  4. المقارنة مع الفيديو الأصلي لاتفاقية الدوحة أوضحت أن المشهد التمثيلي حاول تقليد تأخر نائب رئيس حركة طالبان أثناء توقيع الاتفاقية، وقدم المشهد بقالب ساخر على نحو أن ممثل حركة طالبان أجبر نظيره الأمريكي على التوقيع أولاً.
     
  5. أدرجت هذه المادة ضمن قسم "تضليل" وفق "منهجية تأكد".

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025