
تضليل في سياق التحريض والكراهية يرافق مظاهرات الساحل وحمص وحماة
شهدت مظاهرات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة توترات على الأرض وتضليل وتلفيق في سياق التحريض جرى نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، المزيد في التقرير.



ادعت حسابات في مواقع التواصل أن مجلس القضاء الأعلى العراقي أعلن وقف تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق الشاب السوري "محمد سليمان أحمد حسن"، بعد جهود مكثفة واتصالات مستمرة أجرتها وزارة الخارجية السورية مع السلطات العراقية، يوم الخميس 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
ويأتي انتشار الادعاء عقب تداول فيديو لشخص قيل أنه من ذوي الشاب لكن لم تُعرف صفته أو صلته بالمحكوم، يعلن إيقاف تنفيذ الحكم ويقول إن السفارة العراقية في دمشق أخبرته بذلك.
وحاز الادعاء على انتشار واسع، تجدون عينة من الحسابات المساهمة بنشره في قائمة مصادر الادعاء.
تحقق فريق منصة (تأكد) من ادعاء إيقاف تنفيذ حكم الإعدام بحق الشاب السوري "محمد سليمان أحمد حسن" في العراق، وأن ذلك صدر رسمياً عن مجلس القضاء الأعلى العراقي، وأن السفارة العراقية في دمشق أخبرت ذوي المحكوم بذلك، فتبين أن الادعاء مُلفّق.
إذ تواصلت المنصة باتصال هاتفي مع "فؤاد سليمان عنقا" شقيق الشاب المحكوم، الذي أوضح بدايةً أن الشخص الظاهر في الفيديو معلناً وقف تنفيذ الحكم ليس والده "سليمان عنقا" كما ظن الناس، إنما أحد أقربائهم ويدعى "دياب عنقا".
كما أوضح أنه خلال اعتصام نُظم أمام السفارة العراقية في دمشق للمطالبة بإلغاء حكم الإعدام عن شقيقه، اقترب شخص مجهول من "دياب عنقا" الظاهر في الفيديو وأخبره بإلغاء الحكم، وهذا الشخص لم يخرج من السفارة ولم يُعرف ما هي صفته الرسمية، ليصور الفيديو معلناً أنه التقى القائم بالأعمال في السفارة وأبلغه أن الحكم ملغي.
وأضاف شقيق المحكوم أن المحامي الموكل بمتابعة القضية لم يتلقَّ حتى اللحظة أي إخطار بإيقاف تنفيذ الحكم، وأنه وفقاً لمعلومات المحامي فالحكم ما زال سارياً على حاله، كما لم تتواصل أي جهة رسمية سورية أو عراقية مع عائلة الشاب لإبلاغها بذلك، ولم يصدر أي إعلان رسمي عن مجلس القضاء الأعلى العراقي.
وخلال الاتصال عبر فؤاد عن استنكاره تداول الخبر على أنه صادر عن السفير العراقي دون تحقق، معتبراً أن ما جرى من نشر الشائعة جاء بهدف "امتصاص غضب الشارع السوري"، الذي تضامن مع الشاب وطالب بإلغاء الحكم.
تداول مستخدمون وثيقة تتضمن حكماً بالإعدام أصدره القضاء العراقي بحق الشاب السوري "محمد سليمان أحمد حسن"، رافقتها معلومات تفيد بأن الحكم صدر بعد اعتقاله بتهمة "نشر مقطع فيديو يمجد الرئيس السوري أحمد الشرع، واحتواء هاتفه على مواد تتعلق بالجيش الحر". لكن المجلس الأعلى للقضاء العراقي -الذي أكد صحة الوثيقة- أوضح في بيانٍ أن هذه المعلومات غير صحيحة، وقال إن الحكم الصادر يتعلق باعترافه بـ"تمجيد زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، والتحريض على قتل أفراد الجيش العراقي والحشد الشعبي عبر صفحته على مواقع التواصل"، إضافة لـ"طلبه من بعض الأشخاص الانضمام إلى تنظيم داعش" واتهامات أخرى وصفها البيان بأنها تهدف إلى "إثارة الفوضى داخل المجتمع".
وإضافةً لادعاء إيقاف تنفيذ الحكم، فقد رافق تطورات القصة الكثير من التضليل، من ذلك تداول وثيقة مفبركة بالتزامن مع تعهد وزارة الخارجية السورية بمتابعة القضية كما أوضح مدير الشؤون العربية في الوزارة.