
مظلوم عبدي لم يعلن تعطيل اتفاق 10 آذار مع دمشق
زعمت حسابات وصفحات عامة عبر موقعي فيسبوك وإكس أن "مظلوم عبدي" قائد قوات سوريا الديمقراطية أعلن تعطيل اتفاق 10 آذار مع الحكومة السورية، إلا أن الادعاء مضلل.



بثّ الإعلامي كرم حلّوم مقطعاً ترويجياً على قناته في موقع يوتيوب وصفحته في موقع فيسبوك لحلقة بودكاست أجراها مع رجل الدين اللبناني هاشم منقارة، رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي في لبنان.

وتضمّن المقطع مشاهد من الحوار بدا فيها حلّوم موجّهاً اتهامات بشكل متسلسل لمنقارة شملت تحميله مسؤولية تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، واتهامه بالتحالف مع حزب الله لسفك دماء الطائفة السنية في لبنان وسوريا، وادعاء موالاته للنظام السوري بعد خروجه من السجن، واتهامه بارتكاب انتهاكات خلال مرحلة ما عُرف بـ“الإمارة” في طرابلس، إضافة إلى وصف تاريخه بأنه ملطّخ بالدم وأنه لا يمثّل الطائفة السُّنية.

وفي نهاية المقطع ظهر الشيخ منقارة وهو يقول: "البعث ربي وأنا أعبده"، ما جعل متابعي المقطع يظنون أنه التزم الصمت تجاه الاتهامات وأقرّ بها ثم أعلن ولاءه لحزب البعث.
ولاقى المقطع رواجاً وانتشاراً واسعاً، مصحوباً بانتقادات وهجوم على الشيخ منقارة. ويمكن الاطلاع على الحسابات التي أعادت نشره ضمن قسم "مصادر الادعاء".

تحقّق فريق منصة (تأكد) من المقطع الذي نشره الإعلامي كرم حلوم، وتبيّن أنه مقطع مجتزأ بأسلوب مضلل.
فبمراجعة الحلقة الكاملة التي نُشرت لاحقاً على قناة كرم حلوم في يوتيوب، ظهر أن المقطع الترويجي اجتزئ وعدل بميزة المونتاج لإيهام المتابع بأن الشيخ منقارة لم يردّ على الاتهامات، بينما في الحقيقة كان الشيخ يعقّب على تلك الاتهامات واحداً تلو الآخر خلال الحلقة ويقدّم ردوده عليها.
أما العبارة "البعث ربي وأنا أعبده"، فقد قال الشيخ منقارة في سياق مختلف تماماً، إذ أوضح أنها عبارة كانت مكتوبة على جدران مرفأ طرابلس خلال فترة وجود جيش النظام السابق في لبنان، وذكرها كنموذج عن ممارسات تلك المرحلة ولم ويتبناها كما أوحى المقطع الترويجي.
يعتبر الأسلوب الذي اعتمده الإعلامي كرم حلّوم في المقطع الترويجي لحواره مع الشيخ هاشم منقارة إخلالاً واضحاً بقواعد المهنة وأخلاقيات العمل الصحفي وخاصة لمبادئ الدقة والنزاهة والإنصاف.
وذلك باجتزاء المحتوى وإعادة ترتيبه بما يغيّر معناه الأصلي ويضلّل الجمهور. ويسهم في خلق انطباعات مضللة تؤدي إلى حملات تشويه وخطاب كراهية بحق الضيوف.