
صورة شجرة الميلاد في قصر الشعب بسوريا مفبركة بالذكاء الاصطناعي
تداولت حسابات في مواقع التواصل صورة تظهر شجرة ميلاد ضخمة وادعت أنها في مدخل قصر الشعب بسوريا، إلا أن الادعاء مُلفّق والصورة مفبركة بالذكاء الاصطناعي.



تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 13 كانون الأول/ديسمبر 2025، صورة زعمت أنها تُظهر الشخص الذي نفّذ هجومًا استهدف قوات أمريكية قرب مدينة تدمر، وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني أمريكي، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين، وذلك عقب تعرّض دورية مشتركة لإطلاق نار في منطقة البادية السورية.





وادّعى متداولو الصورة أن منفّذ العملية هو عنصر أمني ومرافق للقيادي سفيان شيخ قاسم، مسؤول منطقة البادية في الحكومة السورية، مشيرين إلى أن الشخص الظاهر في الصورة يقف على مقربة من الرئيس السوري أحمد الشرع خلال إحدى الفعاليات الرسمية.
وحظي الادعاء، مرفقًا بالصورة المتداولة، بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما عبر حسابات تنشر باللغة الإنكليزية.
تحقّقت منصة تأكد من الادعاء المتداول، وتبيّن أنه مضلّل، إذ أكدت مصادر متطابقة أن الصورة المتداولة تعود إلى العميد سفيان الشيخ صالح، قائد إدارة أمن البادية التابعة لوزارة الداخلية، وهو حيّ يُرزق، ولا علاقة له بالهجوم.
وفي السياق ذاته، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية نور الدين الباب، في اتصال هاتفي مع قناة الإخبارية، أن منفّذ الهجوم عنصر يتبع لوزارة الداخلية.
وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها منصة تأكد، فإن منفّذ العملية هو طارق صطوف الحمد، الملقّب بـ «أبو صطيف»، وهو عنصر متطوّع سابق لا يحمل أي رتبة عسكرية، وقد جرى فصله من عمله قبل أيام بسبب تبنّيه أفكارًا متطرفة.
كما حصلت منصة تأكد على صور لمنفّذ العملية الذي يدعى طارق صطوف الحمد، وتنشرها في إطار عملها على التحقق من الادعاءات المتداولة وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور، في ظل انتشار روايات وصور مضلّلة حول الحادث.


تعرّضت دورية مشتركة من قوات الأمن السوري والقوات الأميركية، يوم السبت 13 كانون الأول/ديسمبر 2025، لإطلاق نار قرب مدينة تدمر في البادية السورية أثناء تنفيذ جولة ميدانية مشتركة، ما أسفر عن قتلى وجرحى من الجانبين.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد حذّرت مسبقًا من احتمال وقوع هجمات في المنطقة، مرجّحًا تورّط شخص يُشتبه بتبنّيه فكر تنظيم داعش، ومؤكدًا أن المنفّذ لا يشغل أي موقع قيادي ولا يُعد مرافقًا للقيادة.
وبحسب مصادر رسمية، أُصيب عنصران من الأمن السوري وعدد من أفراد القوات الأميركية، قبل أن يتم تحييد منفّذ الهجوم وقتله. كما أعلنت وزارة الحرب الأميركية مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني وإصابة ثلاثة آخرين، إضافة إلى مقتل عنصرين من الأمن السوري.
وعقب الحادث، توقفت حركة السير مؤقتاً على طريق دير الزور – دمشق، مع تحليق مكثف للطيران، فيما تدخلت مروحيات أميركية لإجلاء المصابين إلى قاعدة التنف.
من جهتها، أعلنت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني أميركي، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، إضافة إلى مقتل عنصرين من الأمن السوري، جراء الهجوم نفسه.
وقال وزير الحرب الأميركي إن منفذ الهجوم الذي استهدف الدورية المشتركة قرب تدمر قد تم القضاء عليه، محذرًا من أن “من يستهدف الأميركيين في أي مكان في العالم سنطارده ونقتله دون رحمة”.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن “الوضع خطر بعد حادث إصابة عدد من قواتنا وسط سوريا”، مشيرًا إلى أن مزيدًا من التفاصيل ستتضح مع تلقي البنتاغون تحديثات إضافية حول ملابسات الحادث.
وجاء الهجوم أثناء قيام الوفد المشترك بجولة ميدانية للاطلاع على خطط مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، ما أثار حالة من القلق بين السكان المحليين في ظل الإجراءات الأمنية المشددة والتحليق الجوي المكثف.