
هل أحرقت قسد عائلة أحد المنشقين عنها في دير الزور؟
انتشر ادعاء زعم أن قسد أحرقت منزل في دير الزور لعنصر سابق أعلن انشقاقه عن صفوفهم واعتقله واقتادته لجهة مجهولة ما أدى لاصابة زوجته وأطفاله بحروق خطيرة، إلا أن الادعاء مضلل.

زعمت مواقع وصحف عربية ومحلية وقوع إطلاق نار كثيف في المنطقة التي يقع فيها قصر الشعب ومنطقة المزة 86 في العاصمة دمشق، متحدثةً عن حالة توتر أمني في المنطقة.
وكان مصدر الادعاء حساب "المرصد السوري"، الذي قال إنه لا يعلم أسباب إطلاق النار، قبل أن تنقل عنه "صحيفة النهار" اللبنانية، مضيفة مزاعم عن احتمال وقوع عملية اغتيال استهدفت شخصية بارزة مقربة من الرئيس السوري أحمد الشرع.


وعادت صحيفة النهار لاحقًا لنشر مقطع فيديو قالت إنه متداول من محيط قصر الشعب في دمشق، ويُسمع فيه صوت إطلاق نار كثيف.

وحظي الادعاء بانتشار واسع بعد أن ساهمت عدة حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي بنشره، وذلك تزامناً مع حملة مزاعم أخرى ادعت حدوث إنقلاب في دمشق وهروب الرئيس السوري أحمد الشرع، ومزاعم أخرى تحدثت عن وصول قتلى وجرحى بأعداد كبيرة إلى عدة مشافي في العاصمة دمشق.
تحققت منصة (تأكد) من الادعاء الذي زعم وقوع اشتباكات في محيط قصر الشعب ومنطقة المزة 86 في العاصمة دمشق، إضافة إلى المقطع المصور المرفق به، وتبين أن الادعاء ملفق وأن الفيديو قديم.
إذ نفى مراسلو منصة (تأكد) في دمشق صحة الأنباء المتداولة حول وقوع اشتباكات أو إطلاق نار في محيط قصر الشعب، نقلًا عن سكان محليين في منطقة المزة 86، أكدوا عدم حدوث أي أمر غير اعتيادي في المنطقة.
كما أظهر البحث العكسي أن مقطع الفيديو المرفق بالادعاء يعود إلى تاريخ 6 كانون الأول/ديسمبر 2024، أي إلى فترة سبقت هروب رأس النظام المخلوع بشار الأسد، وتزامنت مع تقدم قوات (ردع العدوان) نحو العاصمة دمشق.

تأتي هذه المزاعم في سياق تداول واسع لمعلومات غير مؤكدة خلال الأشهر الماضية، تتحدث عن تغيّرات سياسية مفترضة في سوريا، من بينها ادعاءات عن انقلاب أو مغادرة الرئيس السوري أحمد الشرع البلاد.
ووصف وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، ذلك في منشور عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك قائلاً إن هذه الادعاءات انتشرت تحت عناوين متعددة، وبدأ تداولها عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أحداث السويداء، ثم توسعت لاحقًا عبر منصات إعلامية وحسابات في دول الجوار.
وأشار المصطفى إلى أن هذه المعلومات المتداولة لم تستند إلى مصادر رسمية أو بيانات موثوقة، وأن الجهات المعنية نفت عبر القنوات الرسمية حدوث أي تطورات غير اعتيادية في العاصمة دمشق، كما جرى إبلاغ وسائل الإعلام بعدم صحة ما يُنشر في هذا السياق.
وأوضح وزير الإعلام أن بعض هذه الادعاءات يُعاد تداولها في سياق اختبار آليات الاستجابة الإعلامية والمؤسساتية، مؤكدًا أن التعامل معها يتطلب قدرًا من التريث، في ظل استمرار ما وصفه بحالة من التداول المكثف للمعلومات غير المؤكدة عبر المنصات الرقمية.
ودعا البيان إلى تعزيز ثقافة التحقق من المعلومات قبل تداولها، والاعتماد على المصادر الرسمية ووسائل الإعلام الموثوقة، للحد من انتشار الأخبار غير الدقيقة وتأثيرها على الرأي العام.