
مظلوم عبدي لم يصرّح بأن إسرائيل وعدت بقصف دمشق إذا هاجمت تركيا "قسد"
تداولت صفحات وحسابات على منصتي فيسبوك وإكس ادعاءً يزعم أن مظلوم عبدي كشف لصحيفة جيروزاليم بوست عن وعد إسرائيلي بقصف دمشق في حال هاجمت تركيا شرقي الفرات، إلا أن الادعاء مضلل.



تداولت صفحات وحسابات في موقع فيسبوك منذ 09 كانون الأول/ ديسمبر 2025 تصريحاً منسوباً إلى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس براك بأنه قال إن الولايات المتحدة لن تستسلم وستنشئ جمهورية للأكراد في شمال شرق سوريا.
وأرفقت الصفحات التصريح بمقطع فيديو مجتزأ من مقابلة كاملة لبراك مع قناة سكاي نيوز والتي نشرت بتاريخ 06 كانون الأول/ ديسمبر 2025.






وقد حاز الادعاء على انتشار واسع، وتجدون عينة عن الحسابات التي ساهمت بنشره.
تحقق فريق منصة (تأكد) من ادعاء أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك قال إن واشنطن ستنشئ جمهورية للأكراد في شمال شرق سوريا وتبين أنه ادعاء مضلل.
إذ بالعودة إلى المقطع الأصلي للمقابلة تبين أن براك كان يتحدث عن الأمور التي لايجب القيام بها، من باب انتقاد السياسة الأمريكية السابقة في العراق وسوريا، والتي قال إنها دعمت سابقاً إنشاء كيانات محلية كالكرد في إقليم كردستان العراق وقسد في شمال شرق سوريا، وثم ذكر أن مشكلة ذلك تكمن في تقسيم البلاد والاقتتال كما حدث في يوغوسلافيا.
قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك إن التجربة الأميركية في المنطقة تمثل مثالاً واضحاً على ما يجب تجنّبه مستقبلاً.
وأوضح في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" أن نحو ثلاثة تريليونات دولار أُنفقت خلال عشرين عاماً، خلّفت تاريخاً وصفه بـ"الكارثي" وآلاف الضحايا، فيما جاءت المحصلة النهائية دون نتائج مستقرة.
وأشار براك إلى أن جوهر المعضلة في الشرق الأوسط يبقى مرتبطاً بالتوترات بين السنّة والشيعة والأكراد. وأضاف أن واشنطن – عندما شعرت بأنها عاجزة عن معالجة هذا التشابك – لجأت إلى إنشاء نماذج من "الجمهوريات" أو الإدارات شبه الفدرالية، كما حدث في بغداد.
وأوضح أن "الأكراد، لامتلاكهم مناطق النفط، لم يرغبوا في الاندماج ضمن تلك الصيغة، ما دفع إلى إنشاء شكل من الحكم الذاتي الكردي". ولفت إلى أن تجربة مشابهة جرى تطبيقها في سوريا عبر دعم "قوات سوريا الديمقراطية" وتشكيلات كردية أخرى.
وبرأي براك، فإن هذه النماذج أدت عملياً إلى تفتيتٍ جغرافي وسياسي على غرار ما شهدته يوغوسلافيا سابقاً، إذ تحوّلت المناطق إلى كيانات متعددة سرعان ما دخلت في صراعات داخلية. وختم بالقول إن هذا المسار كان واضحاً في العراق.
قدّم المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، خلال المقابلة، قراءة نقدية شديدة التجرد للسياسات الأميركية التي اتُّبعت في العراق وسوريا خلال العقدين الماضيين.
فبراك لا يلوّح — لا تصريحًا ولا تلميحًا — بدعم قيام كيان كردي مستقل، بل ذهب في الاتجاه المعاكس تماماً، معتبراً أن إعطاء الأقاليم الكردية أو غيرها استقلالاً ذاتياً موسعاً كان من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها واشنطن.
ويصف براك تجربة إنشاء كيان كردي شبه مستقل في العراق، ثم تكرار النهج ذاته في سوريا، بأنها نموذج يجب عدم تكراره مطلقاً، لأنها تؤدي إلى تفتيت الدول وخلق صراعات داخلية شبيهة بما حدث في البلقان.