ما حقيقة مقتل 20 مسلّحًا لبنانيًا من آل القنطار في السويداء؟

تداولت حسابات في فيسبوك وإكس نعوة منسوبة لعائلة "آل القنطار" في لبنان، وزعمت أنّ 20 مسلّحًا من الدروز في لبنان، أرسلهم وئام وهاب إلى محافظة السويداء، قُتلوا خلال التصعيد الأخير جنوبي سوريا.

وحظي الادعاء بانتشار واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتنوّعت صيغ نشره، حيث تضمن بعضها تحريضًا ذا طابع طائفي، كما جرى تداول صورة لمنشور يحتوي على الادعاء ذاته  للإعلامي السوري موسى العمر،  يمكن الاطلاع على عيّنة من الحسابات التي نشرت الادعاء ضمن قائمة "مصادر الادعاء".

تحقّق فريق منصة (تأكد) من صحة الادعاء بنعي مقتل 20 مسلّحًا درزيًّا من لبنان، أرسلهم السياسي اللبناني وئام وهاب إلى محافظة السويداء، قُتلوا خلال التصعيد الأخير في المنطقة، وتبيّن أن الادعاء مضلّل.

إذ تواصلت المنصة مع أحد أبناء آل القنطار، "إحسان القنطار"، الذي أكّد أن بيان النعوة صادر فعلاً عن العائلة في لبنان، لكنه يخص مدنيين من أبناء العائلة قُتلوا في بلدة كناكر، الواقعة على بعد نحو 6 كيلومترات جنوب السويداء، وليس لمسلحين أُرسلوا من لبنان كما ورد في الادعاء.

وأوضح القنطار أن الحادثة وقعت الأسبوع الماضي، إثر اقتحام مجموعات مسلّحة للبلدة، ما أسفر عن مقتل 18 شخصًا، بينهم سيدة ومسنّون. وأضاف أن 14 من الضحايا ينتمون لعائلة القنطار، فيما تعود 4 أسماء لعائلات أخرى من أقربائهم.

وزوّد القنطار منصة (تأكد) بصور بعض الضحايا، من بينهم أخواله: إحسان، غسان، وفضل الله ظاهر القنطار، مشيرًا إلى أن أعمارهم تتراوح بين 61 و65 عامًا.

وفي الصورة التالية، يظهر المسن هايل القنطار (82 عامًا) ورمزية القنطار (85 عامًا)، وفقًا لما أكده المصدر العائلي.

وفي ذات السياق، نقلت أكدت "السويداء 24" المحلية أن جميع الأسماء الواردة في النعوة، هم من أبناء محافظة السويداء، من قريتي داما وكناكر تحديداً، وبينهم سيدتين "رمزية علوان القنطار"، (80 عاماً)، و"لينا القنطار" إضافة إلى الشيخ المسن فارس سعيد القنطار (75 عاماً).

ونقلت الشبكة عن مصدر من العائلة قوله إن النعوة أيضاً غير دقيقة، مشيراً إلى أن السيدة إيمان التي ظهر اسمها من بين الشهداء، مصابة وتتلقى العلاج في أحد المستشفيات.

كما توصل البحث إلى أن الإعلامي السوري موسى العمر، الذي تداول مستخدمون في تطبيقات الدردشة ومواقع التواصل صورة لمنشور له يتضمن الادعاء مرفقًا بالنعوة، كان قد اعتذر عن نشره وأكد أنه حذفه لاحقًا.

ما موقف وئام وهاب من سوريا الجديدة؟

يعتبر رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني والوزير السابق، وئام وهاب، من أبرز المحرضين ضد السلطات السورية الجديدة التي حازت الحكم بعد إسقاط نظام الأسد المخلوع، وازداد نشاطه مع اندلاع أحداث السويداء.

ودعا عبر حسابه في موقع إكس في 15 تموز/ يوليو "المقاومة اللبنانية" لدعم "الدروز" في سوريا، مطالبًا بتزويدهم بالسلاح والخبرات.

كما دعا في تغريدة أخرى على إكس إلى إقامة نظام فيدرالي في سوريا وفق اتفاق الطوائف، معتبراً أن "الصيغة الحالية انتهت".

حملة تضليل واسعة ترافق التصعيد بالسويداء

منذ بدء التصعيد في السويداء في منتصف تموز/ يوليو 2025، رصدت منصة (تأكد) عشرات الصور ومقاطع الفيديو والأخبار الملفقة والمضللة، التي استخدمها أطراف النزاع في سياقات تحريضية وتشويهية.

وساهمت المنصة في التحقق من العديد من هذه الأخبار المغلوطة، ودعت جميع الجهات الإعلامية إلى الالتزام بنشر المعلومات الموثقة والدقيقة، حفاظًا على حقوق الضحايا وضماناً لملاحقة المتورطين.

1. الادعاء بأن النعوة الصادرة عن عائلة "آل القنطار" في لبنان تخص مقاتلين أرسلهم وئام وهاب وقُتلوا في سوريا، ادعاء مضلل.
2.  النعوة تخص مدنيين سوريين من نفس العائلة، قُتلوا في محافظة السويداء.
3. أُدرجت المادة في قسم "تضليل" وفق "منهجية تأكد".