زعمت وكالة رويترز في تقرير نشرته يوم الجمعة 19 أيلول/سبتمبر، بعنوان: "سوريا مهددة بالانقسام مع احتشاد المعسكرات المسلحة عبر الفرات"، أن قائد الفرقة 86 في الجيش العربي السوري، أحمد الهايس، أقرّ بتجنيد مقاتلين سابقين في تنظيم "داعش"، ونقلت عنه قوله إن ذلك كان "انتقامًا لاستمالة التنظيم العديد من مقاتليه خلال الحرب الأهلية".
كما تضمن التقرير تصريحات أخرى منسوبة للهايس، المعروف بلقب "أبو حاتم شقرا"، والذي تنتشر قواته في الجزء الغربي من نهر الفرات بمواجهة "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، حيث نُقل عنه قوله: "كيف يمكن للشرع أن يسلبني السلطة؟ لقد منحناه شرعيته عندما وافقنا على تعيينه رئيسًا".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق "تأكد" من الادعاء الذي نشرته وكالة "رويترز"، وزعمت فيه أن "قائد الفرقة 86 في الجيش العربي السوري، أحمد الهايس، أقرّ بتجنيد مقاتلين سابقين في تنظيم (داعش)"، ليتبيّن أن الادعاء غير صحيح.
ونفى "الهايس" في حديث مع منصة "تأكد" التصريحات المنسوبة إليه، موضحًا أنه أكد لرويترز أن تنظيم "داعش" قتل اثنين من أشقائه، وأنه لم يُسأل بشكل مباشر عن وجود عناصر من التنظيم في صفوف القوات التي يشرف عليها.
وأضاف أنه أشار في حديثه إلى أن هذه "اتهامات يروّجها حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المصنّف على لوائح الإرهاب"، مؤكدًا أن قواته شاركت في قتال التنظيم، وهو ما تثبته تقارير مصوّرة نُشرت حتى على وكالة "رويترز" نفسها.
كما شدد "الهايس" على أن اللقاء الذي أجراه مع الوكالة من خلال مترجم يعمل في رويترز لم يتضمن مطلقًا أي حديث عن إمكانية عزله من منصبه من قبل الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، لافتًا إلى أنه أوضح في اللقاء أن هناك "توافقًا بين الفصائل الثورية على تنصيب الشرع رئيسًا لسوريا".
كما أظهرت مراجعة النسخة العربية من التقرير الذي نشرته وكالة رويترز، وجود اختلاف بين النسخة العربية والإنكليزية، إذ ذكرت النسخة العربية أن المصدر قال: "إنهم ساعدوا في انشقاق مقاتلين سابقين من تنظيم الدولة الإسلامية، وأضاف أن ذلك كان انتقاما من التنظيم الذي استقطب عدداً من مقاتليه خلال الحرب الأهلية"، بينما تزعم النسخة الإنكليزية أنه "أقرّ بتجنيد مقاتلين سابقين في تنظيم داعش".
وتواصل فريق "تأكد" مع مترجم الوكالة الذي أسماه الهايس للحصول على تعليق منه حول اللقاء، إلا أنه رفض الإدلاء بأي تصريح بخصوص المقابلة بحكم ارتباطه بعقد مع وكالة رويترز.
في أيار/مايو الماضي، عيّنت وزارة الدفاع السورية العميد أحمد إحسان فياض الهايس، المعروف بـ"أبو حاتم شقرا" والقائد السابق لفصيل "أحرار الشرقية" الموالي لتركيا، قائدًا للفرقة 86 في دير الزور والرقة والحسكة. وُلد شقرا في بلدة الشقرا عام 1987، وتخرّج في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة ماردين التركية عام 2023.
أسس فصيل "أحرار الشرقية" مطلع 2016 واندمج عام 2022 في "حركة التحرير والبناء" ضمن "الجيش الوطني" الموالي لتركيا، وتولى قيادتها منذ يناير/كانون الثاني 2024. أُدرج على قائمة العقوبات الأميركية في يوليو/تموز 2021 بتهم تتعلق بالإشراف على سجن شهد انتهاكات جسيمة، وتهريب النساء والأطفال الإيزيديين ودمج عناصر سابقين من تنظيم الدولة (داعش) في صفوف فصيله.
كما وُجهت له اتهامات بالضلوع في اغتيال السياسية الكردية هفرين خلف وسبعة من مرافقيها عام 2019، والتي نفى مسؤوليته عنها في معرض حديثه عن لقاء رويترز مع فريقنا، مؤكدًا أن المتورطين أحيلوا إلى القضاء.
"ما أستطيع أن أقوله لك هو أن قرار السلطة المؤقتة بتعيين هذا الفرد، الذي لديه سجل طويل من انتهاكات حقوق الإنسان وتقويض مهمتنا لهزيمة داعش، في منصب رسمي، هو خطأ جسيم لا تدعمه الولايات المتحدة."