أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صورة الخريطة التي انتشرت بزعم أنها تظهر "الشكل الذي توقعه العلماء للأرض بعد ذوبان القطبين"، فتبين أنّ الادعاء مضلل.حيث أظهرت النتائج باستخدام تقنية البحث العكسي التي توفرها محركات البحث أن الصورة تعود إلى خريطة رسمها المنجم الأمريكي جوردون-مايكل سكاليوم (Gordon-Michael Scallion).رسم سكاليون الخريطة المرافقة للادعاء المتداول عام 1996، على أنها "خريطة يوم القيامة للعالم التي تتنبأ بالتغيرات الزلزالية الرئيسية" ونشرها في التقرير الشهري الذي ينشره موقع (معهد ماتريكس) الذي كان يترأسه سكاليون وزوجته سينثيا كيز وأُغلق بعد فترة.
"الخريطة المستقبلية للعالم" بحسب تصور المنجم جوردون-مايكل سكاليوم
وظهرت أجزاء من هذه الخريطة في مقال نُشر على موقع (Forbes) في تموز/يوليو 1997 معنون بـ"خرائط يوم القيامة المروعة للعالم وخطط هروب الملياردير"، تحدث فيه الكاتب عن ملاذات الأغنياء وأشار إلى هذه الخرائط التي يستخدمها بعض فاحشي الثراء كدليل لخطط الهروب المستقبلية في حال حدوث كوارث تهدد حياتهم، عبر امتلاك أراضٍ زراعية بعيدة عن المناطق الساحلية، مؤكداً أنه "لا يجب أن يُنظر إليها -يقصد الخريطة- على أنها حقيقة".وبحسب موقع encyclopedia جوردون-مايكل سكاليوم منجم أمريكي ادّعى النبوة، عمل كمستشار في مجال الإلكترونيات، ثم ادّعى أنه قادر على التنبؤ بالأحداث المستقبلية بعد حادث نفسي زعم فيه أنه رأى امرأة أخبرته بالأحداث التي ستحدث في المستقبل، ذاع صيته بعد عدة تنبؤات حصلت كزلزال مكسيكو وانتخاب جورج بوش رئيساً لأمريكا، وفشل في عدة تنبؤات.
كيف ستبدو الأرض في حال ذوبان كل الجليد عليها؟
أجابت مجلة (ناشيونال جيوغرافيك) على هذا السؤال في مقال نشرته عام 2013، اعتمدت فيه على معلومات من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) والإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) وجامعة بروكسل وعدد من الباحثين.أرفقت المجلة صوراً تخيلية لقارات العالم لتبيّن كيف ستبدو في حال ذوبان كل جليد الأرض -وليس القطبين فقط-، وأشارت المجلة: "إذا واصلنا حرق الوقود الأحفوري إلى أجل غير مسمى، فإن الاحتباس الحراري سيؤدي في النهاية إلى إذابة كل الجليد عند القطبين وعلى قمم الجبال، مما يرفع مستوى سطح البحر بمقدار 216 قدماً".
خريطة تخيلية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد ذوبان كل الجليد على وجه الأرض | المصدر: ناشيونال جيوغرافيك
وبالنظر إلى الخريطة ومقارنتها بالخريطة المرافقة للادعاء نجد أن هناك فروقات كبيرة بينهما، فيمكن ملاحظة غرق (تونس) بالكامل في الخريطة المرافقة للادعاء، بينما في الخريطة الأخرى نجد غرق المناطق الساحلية وجزء من المناطق الداخلية لها.يغطي الجليد 10% من سطح الأرض، ونتيجة للاحترار العالمي الذي يسببه الإنسان، تفقد الكتل الجليدية حول العالم كميات كبيرة من الجليد، ويعزو بعض العلماء هذا التراجع الهائل إلى الثورة الصناعية، التي بدأت حوالي عام 1760 للميلاد، واختفت العديد من القمم والأنهار والجروف الجليدية تمامًا في هذا القرن، ويتراجع عدد غيرهم بسرعة كبيرة لدرجة أنهم قد يختفون في غضون عقود.وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، لا يُعلم على وجه الدقة الحجم الكامل للأنهار الجليدية والقمم الجليدية على الأرض، ولكن إذا ذابت جميعها، سيرتفع مستوى سطح البحر حوالي 70 متراً (230 قدماً)، مما يؤدي إلى غرق كل المدن الساحلية على الأرض.
اقرأ أيضاً:كوكب "نيبيرو" الذي "يهدد الأرض" غير موجود أصلاًلماذا حُذفت دراسة تدعي تحفيز شبكات الجيل الخامس لفايروس كورونا؟
لقاح تأكد:
ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.