
تضليل في سياق التحريض والكراهية يرافق مظاهرات الساحل وحمص وحماة
شهدت مظاهرات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة توترات على الأرض وتضليل وتلفيق في سياق التحريض جرى نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، المزيد في التقرير.



الادعاء
تداولت مواقع إلكترونية وصفحات عامة وحسابات شخصية بمواقع التواصل الاجتماعي صورةً زُعم أنها لمقابلة نشرتها صحيفة (Libération - ليبراسيون) الفرنسية أجرتها مع فتاة سعودية هربت إلى فرنسا وهي نادمة على ذلك، بعدما تغير حالها إلى أسوء حالٍ بحسب الادعاء.
الصورة المتداولة مع الادعاء بزعم أنها من صحيفة ليبراسيون
ونشر حساب على فيسبوك يدعى (الورد اليومي) الصورة المشار إليها بتاريخ 19 أيار/مايو 2022 في منشور سرد فيه حال الفتاة السعودية (رغد) دون ذكر كنيتها، حيث قالت للصحيفة: "تحولت من مدللة في بيت أبي إلى جامعة قمامة في فرنسا مرحاض أوروبا" وأضافت: "كان والدي يعطيني 3000 يورو مصروفاً شهرياً ويقوم على خدمتي 4 خادمات، لكن كل ذلك تغير عندما تعرفت على منظمة نسوية تعنى بحقوق المرأة"، فشجعتها على الهرب لفرنسا والإلحاد.
رغد السعودية الفتاة التي تركت بلدها واهلها وصدقت منظمة نسوية | قصة ملفقة
وأضاف أن "رغد اليوم تعمل عاملة جمع قمامة في شوارع باريس وتضطر للنوم في الشارع وراتبها لا يتعدى 700 يورو وتطلب من والدها مسامحتها للعودة للسعودية، تقول رغد: "لقد خدعوني.. لقد كنت حرة في بيت أبي وأصبحت اليوم متشردة سجينة الشوارع".
كما ساهمت عشرات الصفحات والحسابات بنشر الادعاء إضافة إلى نقله من قبل مواقع ومدونات إلكرونية على شبكة الانترنت، تطلعون على عينة منها في الجدول أسفل المادة.
رغد السعودية الفتاة التي تركت بلدها واهلها وصدقت منظمة نسوية | قصة ملفقة
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة المقابلة التي زُعم أنها مع فتاة سعودية تدعى (رغد) مع صحيفة (Libération) الفرنسية، فتبين أن الادعاء غير صحيح والقصة ملفقة.
وأظهرت النتائج أن الادعاء انتشر سابقاً عام 2020 بعدما تتبعنا حساب (هيثم سعدون) الذي قيل إنه مصدر هذا الادعاء.
المصدر الأول للقصة الملفقة
ولم يظهر البحث المتقدم أية نتائج لمقابلة نُشرت في الصحيفة الفرنسية لها العنوان المكتوب باللون الأحمر في الصورة المتداولة، فضلاً عن أية مقابلة مع فتاة سعودية تدعى (رغد) مع أية صحيفة أجنبية.
وللتأكد من أن النص المكتوب باللغة الفرنسية مطابق لما ورد في الادعاء، استخدم الفريق تقنية التعرف على النصوص في الصور بواسطة تطبيق (Google Lens)، وتمكنا من التعرف على بعض الكلمات المكتوبة في المقال، منها ما ورد أسفل يمين الصورة "CATHERINE CALVET et THIBAUT SARDIER" وهي أسماء كتّاب المقال (كاثرين كالفيت) و(تيباوت سدير)، وأيضاً من صندوق وصف الصورة "White Dream, de Kyriakos Kaziras photographe".
وقاد البحث بالاستعانة بالكلمات المفتاحية المذكورة آنفاً وغيرها إلى مقال نشرته الصحيفة الفرنسية بتاريخ 27 كانون الأول/ديسمبر 2018، تحدث عن مواضيع مختلفة تماماً عمّا ورد في الادعاء، فقد كان معنوناً بـ "الحيوانات والإنسان"، وتضمن حديثاً أجرته (كاثرين كالفيت) و(تيباوت سدير) مع (ريمي ماريون) المتخصص في المناطق القطبية، عن الدببة وعلاقتها بالإنسان.
وبمقارنة ما كُتب في المقال وبين الصورة المرافقة للادعاء وخصوصاً عند عناوين الفقرات الرئيسية نجد تطابقاً جلياً بينهما، ما يؤكد أن الصورة المتداولة مفبركة وأضيف للمقابلة الأصلية مع المصور (ريمي ماريون) عنوان آخر وصورة الفتاة المحجبة.
العناوين والعلامات الرئيسية التي أظهرت تطابقاً بين المقابلة الأصلية والصورة المتداولة
واستطاع معد المادة تحديد العدد الذي تضمن النص الأصلي للصورة المتداولة في الجريدة اليومية، وهو ليوم 28 كانون الأول/ديسمبر 2018، أي في اليوم التالي لنشره في موقع الصحيفة على الإنترنت، وبالاطلاع على العدد ذاته ذي الرقم "n°11688" أظهرت تطابقاً تاماً بينهما.