تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس، الاثنين 19 أيار/ مايو 2025، مقطع فيديو يُظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي متحدثًا في ملتقى عام، وأرفقت المقطع بادعاء يزعم أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجّه خطابًا إلى "إرهابيي الجولاني" في سوريا، متهمًا إياهم بتدمير بلادهم ورافضًا أي مساهمة في إعادة إعمارها.
ويقول الرئيس المصري في المقطع المتداول إن "سوريا تحتاج إلى 300 مليار دولار، وربما تريليون"، ويتساءل: "هل هناك من سيمنحها هذه الأموال؟ العالم يتصارع على عشرة مليارات فقط، فكيف يتوقع أحد أن يُمنح 300 مليار لإصلاح بلد دمّره أهله؟"، مضيفًا: "أنتم خربتم بلدكم، فهل تطلبون منا أن نُعمّرها لكم؟ هذه ليست مسؤوليتنا، بلداننا وشبابنا أولى، وأنا أُصلح لبلدي، لا لمن دمّر بلاده بيده".
وحظي الفيديو والادعاء المرافق له بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أعادت عدة حسابات نشره دون الإشارة إلى مناسبة حديث الرئيس المصري أو تاريخه، تجدون عينة من هذه الحسابات في قائمة "مصادر الادعاء" نهاية المادة.
المحتوى القديم الصحيح الذي يُستحضر مع حدث جديد مشابه، بحيث يظهر المحتوى القديم على أنه جزء من الحدث الجديد.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من صحة الفيديو والادعاء الذي يزعم أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجّه خطابًا إلى "إرهابيي الجولاني" في سوريا، وتبيّن أن الادعاء خارج السياق.
إذ أظهرت نتائج البحث العكسي، باستخدام أداة InVid، أن المقطع المتداول مجتزأ من خطاب ألقاه الرئيس المصري بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، خلال جلسة بعنوان "ما بعد الحروب والنزاعات.. آليات بناء المجتمعات والدول"، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ.
وجاء حديث الرئيس السيسي في سياق استعراض التحديات التي تواجه مصر، مع التركيز على حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني التي عانت منها مصر في تلك الفترة، نتيجة نشاط الجماعات المسلحة. واستخدم سوريا كمثال لتوضيح حجم الدمار الذي تخلّفه النزاعات المسلحة الداخلية. ونُشر الفيديو حديثاً دون الإشارة مناسبة الحديث وتاريخه، مما ساهم في تداوله خارج سياقه الأصلي، وأوحى بأن التصريحات حديثة وتعكس مواقف مصر الحالية تجاه الحكومة الجديدة.
هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 31 كانون الثاني/ يناير 2025 نظيره السوري أحمد الشرع على توليه منصب رئاسة الجمهورية، معربًا عن تمنياته له بالنجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري. ووجّه السيسي دعوة رسمية للشرع لحضور القمة الطارئة لجامعة الدول العربية في القاهرة في 4 آذار/ مارس 2025، حيث التقى الزعيمان لأول مرة، في إشارة إلى رغبة مصر في إعادة دمج سوريا ضمن الإطار العربي.
وأكد الرئيس السيسي، في أكثر من مناسبة، على موقف بلاده الداعم لوحدة الأراضي السورية ورفضها لأي محاولات تقسيم أو تدخل أجنبي في الشأن السوري. وفي مؤتمر صحفي مشترك عُقد في القاهرة مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، يوم الاثنين 19 أيار/ مايو 2025، شدّد السيسي على ضرورة أن تكون العملية السياسية في سوريا شاملة ومتوازية مع جهود مكافحة الإرهاب، مؤكداً دعم مصر لتطلعات الشعب السوري.