تداولت حسابات عبر موقع فيسبوك يوم الاثنين 19 أيار/ مايو 2025، ادعاءً يزعم أن سفير الأمريكي السابق في سوريا "روبرت فورد" صرّح بأنه "أحد الذين دربوا الجولاني لاستلام السلطة في دمشق بطلب من بريطانيا"، وأن اختيار هيئة تحرير الشام لاستلام السلطة جاء بقرار أممي ودولي بعد وصول المفاوضات مع نظام الأسد لطريق مسدود.
وزعم الادعاء أن فورد صرّح بذلك خلال محاضرة بدعوة من مجلس العلاقات الخارجية في بالتيمور بتاريخ 1 أيار/ مايو 2025، وحظي بانتشار واسع حيث تداولته حسابات أخرى عبر الموقع المذكور، تجدون عينة منها في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم أن السفير الامريكي في سوريا سابقاً "روبرت فورد" صرّح بأنه أحد الذين دربوا الجولاني لاستلام السلطة في دمشق بطلب من بريطانيا، وأن اختيار هيئة تحرير الشام لاستلام السلطة جاء بقرار أممي ودولي، بعد وصول المفاوضات مع نظام الأسد لطريق مسدود، وتبين أن هذا الادعاء مضلل.
بالعودة للمحاضرة التي أجراها السفير فورد والتي تتمحور حول مستقبل حكومة الشرع الجديدة في سوريا، بالإضافة إلى النقاط الرئيسية المتعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، زعم السفير فورد أنه شارك في إخراج زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة، وذلك ضمن برنامج لمنظمة بريطانية غير حكومية مختصة بحل النزاعات.
كما لم يشر السفير فورد لقرار أممي ودولي خاص باختيار هيئة تحرير الشام لاستلام السلطة بعد وصول المفاوضات مع نظام الأسد لطريق مسدود، حيث ذكر فورد أن عدة لقاءات جمعته بالرئيس السوري أحمد الشرع، آخرها عقب سقوط نظام الأسد، وقال له حينها "لم أتوقع أبداً -في مليون عام- أن أراك هنا."
في سياق متصل نشر حساب الجزيرة - سوريا عن مصدر بالرئاسة السورية أنه لا صحة للمعلومات التي أوردها السفير روبرت فورد عن لقاءات مع الرئيس الشرع بإدلب، وأن اللقاءات المذكورة كانت ضمن اجتماعات مع مئات الوفود وخصصت لعرض تجربة الحكم في إدلب.
وأشارت الجزيرة إلى أن السفير روبرت فورد كان من ضمن أحد الوفود التابعة لمنظمة بريطانية للدراسات، وأن الجلسات اقتصرت على أسئلة عامة تتعلق بالتجربة ولم تتضمن ما ورد في تصريحات فورد.
ضمن دعوة من مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية، ألقى السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد محاضرة عن العوامل التي أدت إلى نشوء نظام الشرع، والعلاقات الديناميكية بين الأطراف المعنية الرئيسية، ومستقبل سوريا كدولة ديمقراطية، والدور الذي ينبغي أن تلعبه الولايات المتحدة.
وزعم فورد أنه لعب دوراً في تأهيل الرئيس السوري أحمد الشرع ونقله إلى عالم السياسة، وذلك عبر سلسلة لقاءات بدأت عام 2023 أثناء قيادة "هيئة تحرير الشام" تحت اسم أبو محمد الجولاني، قبل توليه رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا عقب إسقاط نظام الأسد في 8 كانون الأول \ ديسمبر 2024.