تداولت حسابات على موقع فيسبوك وإكس يوم 31 أيار/ مايو الماضي مقطع فيديو زعمت أنه يوثّق اعتداء أتراك بالضرب على لاجئ سوري داخل قطار، ويُظهر الفيديو ملاسنةً حادة تتطوّر إلى شجارٍ داخل عربة قطار، فيتعرّض رجلٌ إلى لكمةٍ في وجهه بينما يحاول حماية أطفاله.
حاز الادعاء على انتشارٍ واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، تجدون عينةً من الحسابات التي ساهمت في نشره في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الفيديو والادعاء الذي يزعم أنه يوثق الاعتداء على لاجئ سوري في تركيا داخل القطار أمام أطفاله، وتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث باستخدام كلمات مفتاحية مناسبة باللغة التركية، أن وسائل إعلامية تركية نشرت لقاءً مصوراً مع الرجل الذي تعرض للاعتداء، والذي تبين أنه مواطن تركي يدعى دينيز إروغلو وتحدث خلال اللقاء بالغة التركية ولم يشر مطلقاً إلى أنه لاجئ سوري أو مواطن أجنبي.
وأوضح الرجل تفاصيل تعرضه للاعتداء داخل قطار مرمراي في إسطنبول أمام أطفاله، بعد مشادة مع فتاة بسبب وقوفها عند الباب ما منعه من الدخول، ورغم انتهاء الجدال بينه وبين الفتاة، تدخل رجلان لاحقًا، ليسدد أحدهما لكمة على وجهه أثناء إمساكه بأطفاله.
وظهر الرجل في اللقاء وضعًا ضمادًا على أنفه المتضرر، ولم يتمالك دموعه أثناء الحديث، مؤكدًا أن أطفاله بخير ويحاولون تجاوز الصدمة.
ظل السوريون في تركيا ضحايا لحملات التحريض والكراهية خلال السنوات الماضية، وهو ما دفع العديد من منظمات المجتمع المدني السوري عام 2024 الماضي؛ إلى إطلاق نداء عاجل لحمايتهم.
وأواخر شهر أيار/ مايو 2025، أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، أن أكثر من 250 ألف لاجئ سوري عادوا إلى سوريا منذ 9 كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وكشف خلال مقابلة تلفزيونية، أن عدد السوريين في تركيا تحت الحماية المؤقتة يبلغ حوالي 2.7 مليون شخص.