نشر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في 28 آب/ أغسطس مقطع فيديو زعم أنه يعود للأحداث التي شهدتها محافظة السويداء الشهر الفائت، وادعى أنه يظهر نساء يختبئن حماية لأنفسهن من الخطف أو القتل. حذف المرصد مقطع الفيديو لاحقاً، بينما تداولته صفحات أخرى في فيسبوك.
يُظهر الفيديو نساءً يختبئن داخل حاوية قمامة، وحاز مرفقاً بالادعاء على انتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن الاطلاع على عينة من الحسابات المساهمة بنشره في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق منصة (تأكّد) من صحة الفيديو والادعاء أنه يُظهر نساء سوريات يختبئن داخل حاوية قمامة في محافظة السويداء خلال الأحداث الأخيرة، فتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث العكسي أن المقطع قديم، ونُشر أول مرة ضمن الفيلم الوثائقي الإسرائيلي We Will Dance Again الذي عُرض بتاريخ 24 أيلول/ سبتمبر 2024، ويوثق هجمات حركة "حماس" على مهرجان "نوفا" الموسيقي قرب غلاف غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. و عُرضت اللقطات في الفيلم كشهادة لإحدى الناجيات التي ظهرت في الفيديو المتداول، ثم تداولت حسابات إسرائيلية المقطع في ذلك السياق.
شهدت محافظة السويداء في تموز/يوليو 2025 انتهاكات واسعة خلال الاشتباكات بين فصائل محلية وعشائر مسلحة، حيث وثّقت منظمات حقوقية عمليات خطف شملت نساء وفتيات، وقتل ميداني بحق مدنيين، إضافة إلى حرق منازل ونهب ممتلكات. كما أظهرت مقاطع مصوّرة جثثًا محروقة وأشخاصًا أُعدموا في الشوارع، وأكدت تقارير أممية أن هذه الانتهاكات أدت إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وسط انهيار الخدمات الأساسية.
في المقابل، قدّم نازحون وأطفال من المجتمع البدوي شهادات مباشرة عن الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات درزية بحقهم. تحدثوا عن هجمات على قراهم، وإحراق عشرات المنازل، ونهب المواشي والممتلكات، إضافة إلى إعدام رجال أمام عائلاتهم. وأشار بعض المهجرين إلى أنهم أُجبروا على النزوح القسري نحو البادية وريف درعا، فيما جرى إجلاء مئات آخرين في قوافل منظمة تحت ضغط الهدنة. هذه الشهادات عكست حجم المأساة التي طالت البدو خلال أحداث السويداء، إلى جانب الانتهاكات الواسعة التي أصابت عموم المدنيين.