
ما صحة تصريحات إلهام أحمد حول رفض اندماج قسد ضمن الجيش السوري؟
تداولت حسابات في إكس وفيسبوك تصريحات لإلهام أحمد، تزعم قولها إنه لن يكون هناك عمليات دمج مع الجيش السوري وأن السلاح والنفط التي بحوزة قسد هما ملك لها، غير أنها تصريحات ملفقة.

بحثت الحكومة السورية وتركيا، خلال لقاءات رفيعة المستوى في العاصمة دمشق صباح الإثنين 22 كانون الأول/ ديسمبر، آخر التطورات المتعلقة باتفاق 10 آذار الموقّع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إضافة إلى مستجدات الوضع في الجنوب السوري وفق الخارجية السورية.
وجاء ذلك خلال زيارة وفد تركي رفيع إلى دمشق ضم وزيري الخارجية والدفاع التركيين، إلى جانب مدير جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، في إطار مشاورات تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
والتقى الوفد التركي الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزيري الدفاع والخارجية السوريين، ورئيس جهاز الاستخبارات السوري حسين السلامة، حيث ناقش الطرفان مسار تنفيذ اتفاق 10 آذار، والتحديات المرتبطة به، وانعكاساته على الاستقرار الأمني والسياسي في شمال وشرق سوريا، تزامن الاجتماع مع تحليق 3 مروحيات قيل أنها جاءت من مناطق شمال شرق سوريا.
عقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان مؤتمراً صحفياً مشتركاً عقب المباحثات بين الجانبين. وقال فيدان، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، إن أنقرة ترى أن «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) لا تبدي نية لإحراز تقدم ملموس في محادثات الاندماج مع حكومة دمشق، معتبراً أن تنسيق «قسد» مع إسرائيل يشكل عائقاً كبيراً أمام هذه المباحثات. وأكد أن استقرار سوريا يعني استقرار تركيا، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لأنقرة.
من جهته، أوضح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الحكومة السورية تلقت رداً من «قسد» بشأن تنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس، وتقوم حالياً بدراسة هذا الرد، مشيراً إلى أن دمشق لم تلمس حتى الآن إرادة جدية لدى «قسد» للاندماج. وأضاف أن اتفاق 10 آذار يعكس الإرادة السورية لتسريع عملية الاندماج وتوحيد الأراضي السورية «بشكل حضاري»، معتبراً أن هناك مماطلة من جانب «قسد».
تسارع الحكومة السورية المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بدعم أميركي، لإحراز أي تقدم قبل نهاية العام في اتفاق متعثر لدمج القوات الكردية ضمن مؤسسات الدولة، وسط تشكيك واسع بإمكانية تحقيق اختراق حاسم. وبحسب مصادر مطلعة لـ"رويترز"، قدّمت دمشق مقترحًا يقضي بإعادة تنظيم نحو 50 ألف مقاتل من (قسد) ضمن ثلاث فرق وألوية أصغر مقابل التخلي عن بعض سلاسل القيادة وفتح مناطق السيطرة أمام الجيش، إلا أن مصادر رجّحت أن أي إعلان محتمل سيكون شكليًا لتمديد المحادثات و"حفظ ماء الوجه" دون دمج كامل.
وبحسب الوكالة، تأتي الجهود وسط تحذيرات من أن فشل الاتفاق قد يقود إلى صدام مسلح ويستدرج تدخلًا تركيًا، فيما تقلّل "قسد" من أهمية الموعد النهائي وتطالب بدمج "عادل" قد يمتد حتى 2026، مقابل إصرار دمشق على خطوات "لا رجعة فيها" قبل أي تمديد.
قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في تصريحات لقناة Aryan Tv، إن عام 2026 سيكون عام وحدة الأكراد في الدول الأربع التي يعيشون فيها بالمنطقة، رغم الضغوط السورية والتركية لتنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار بين دمشق و"قسد" حول دمج القوات الكردية ضمن مؤسسات الدولة.
وأضاف عبدي: "يزعم أعداؤنا أن نهاية هذا العام ستكون نهاية الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية ومشروع روج آفا، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا: إنها بداية مشروعنا العظيم".
وتابع: "سيكون عام 2026 عام الوحدة الكردية، عام الكونفدرالية الوطنية الكردية والوحدة بين أجزائها الأربعة، لم نكن يومًا أقرب إلى تحقيق ذلك. في عام 2026، ستُكفل حقوق الأكراد وأرضهم في روج آفا في الدستور".
وأعتبر إن الإطاحة بنظام البعث تمثل "تغييراً تاريخياً" وبداية مرحلة جديدة في سوريا، معتبراً أن عدم التفاهم مع شمال وشرق البلاد سيُبقي أزمات سوريا قائمة. وأكد عبدي أن "قسد" ستلعب دوراً مهماً ضمن الجيش السوري، بما في ذلك إدراج "وحدات حماية المرأة" كلواء خاص.
وفي المقابل، انتقد عبدي جماعات مسلحة منخرطة في وزارة الدفاع، قائلاً إنها "لا تريد حلولاً في سوريا"، في إشارة إلى تعقيدات تعرقل مسار التفاهم والاندماج.
شهد مساء يوم الإثنين 22 كانون الأول 2025، توتر أمني بين الحكومية السورية، وقوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية في أحياء مدينة حلب، وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان لها عبر فيسبوك، أن قوات سوريا الديمقراطية المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، مساء اليوم، أقدمت على استهداف قوات الأمن الداخلي عند الحواجز المشتركة، بعد انسحابها المفاجئ وإطلاق النار، بحسب ما أفادت به وزارة الداخلية السورية. وأدى الحادث إلى إصابة عنصر من الأمن الداخلي وعنصر من الجيش السوري، بالإضافة إلى إصابات متعددة بين عناصر الدفاع المدني والمدنيين، رغم الاتفاقات المبرمة سابقًا لضمان التنسيق بين الأطراف الأمنية في المنطقة.
في المقابل، نشر جهاز قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابع للإدارة الذاتية في بيان على إكس، أن قوى الأمن الداخلي في حلب، أحبطت اليوم، محاولة اعتداء نفذتها فصائل تابعة للحكومة الانتقالية بالقرب من دوار شيحان في محيط حي الأشرفية، مستهدفة عنصرين أثناء أداء مهامهما. وتم التعامل مع الحادث وفق حق الدفاع المشروع، مع مراعاة ضبط النفس لتجنب توسيع الاشتباك، وضمان حماية أمن المدنيين في المنطقة.