
هذا الفيديو لا يوثق اشتباكات حديثاً بين الجيش السوري وقسد عند سد تشرين
نشرت حسابات في إكس وتليجرام، مقطع فيديو يُظهر اشتباكات زعمت أنها حديثة عند جبهة سد تشرين بين قسد والجيش السوري إلا أن الادعاء مضلل.

تداولت صفحات على فيسبوك مقطع فيديو زعم أنه حديث ويوثق انشقاقات وُصفت بـ "الضخمة" في صفوف قوات سوريا الديمقراطية بريف دير الزور، مع كامل عتادهم العسكري.
ويظهر في المقطع نيراناً تشتعل على الطريق وعدداً من المدرعات المتحركة، يرافقها تعليق صوتي يقول: "انشقاق مدرعات مصفحة عن صفوف قسد وانضمامها لقوات العشائر".



وحاز الفيديو المرفق مع الادعاء الذي نشر على شكل خبر عاجل بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر 2025 على انتشار واسع، يمكن الاطلاع على عينة من الحسابات المساهمة بنشره.
تحقق فريق منصة (تأكد) من الادعاء المرفق بمقطع الفيديو، ويزعم حدوث انشقاقات حديثة وُصفت بـ "الضخمة" في صفوف قسد في ريف دير الزور بعتادهم الكامل، وتبين أنه ادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث العكسي أن الفيديو قديم، ونُشر على فيسبوك بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2023، وذلك خلال المواجهات التي عُرفت ب "ثورة العشائر العربية" و تشكيل "جيش العشائر" ضد قوات سوريا الديمقراطية، والتي امتدت آنذاك على الشريط النهري لدير الزور.

تشهد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، ولا سيما ريف دير الزور الشرقي، توترات أمنية متجددة بين قوات سوريا الديمقراطية وعدد من العشائر العربية، وذلك إثر التحولات السياسية التي أعقبت سقوط نظام الأسد.
وتتمحور الخلافات القائمة حول شكل إدارة المنطقة، وآليات الاندماج مع دمشق، والملفات الأمنية، وسط حالة من الترقب لمستقبل العلاقة بين "الإدارة الذاتية" والحكومة السورية.
وفي سياق مساعي الاحتواء، برز حراك سياسي تقوده قبيلة شمر، تَمثّل بزيارة شيخ عشيرة شمر مانع الحميدي الجربا إلى دمشق ولقائه بالرئيس أحمد الشرع، قبل أن يجتمع بقائد "قسد" مظلوم عبدي في القامشلي.
وتأتي هذه التحركات بهدف الوساطة بين الحكومة المركزية و"قسد" لتجنيب المنطقة خيارات التصعيد العسكري، والبحث عن صيغة تفاهم تضمن استقرار المناطق الشرقية، وتنظم العلاقة الإدارية والعسكرية بين القامشلي ودمشق ضمن الخارطة السياسية الجديدة للبلاد.