
هل الضحية مراد محرز هو صاحب الفيديو التحريضي ضد الطائفة السنية؟
تداولت صفحات في فيسبوك مقطع فيديو تحريضي ضد الطائفة السنية، زعمت تبعيته للضحية الشاب مراد محرز، والذي قُتل لأسباب طائفية، إلا أن ادعاء مضلل.



نشرت صفحات عبر مواقع فيسبوك وتلغرام وإكس مقطع فيديو على أنه مصور حديثاً للمتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، وقالت إنه "في الوقت الذي ينتظر المواطنون تجريم الخطاب الطائفي فإن المتحدث باسم الوزارة ظهر في فيديو وهو يتحدث عن أحد المكوّنات ويصفه بأنه على خلاف مع بقية المكونات ما يزيد الحساسية بين مكونات الوطن"
ويتضمن المقطع المرفق بالادعاء نور الدين البابا وهو يقول إن "الطائفة العلوية على خلاف مع مكونات طائفية في سوريا" مضيفاً أن "ثورة صالح العلي ضد ثورة صالح العلي ضد الاحتلال الفرنسي هي أساساً صراع بين العلويين والإسماعيليين في طرطوس".




وحاز الفيديو والادعاء المرافق له، والذي نشر بتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر 2025، على انتشار واسع، يمكن الاطلاع على عينة من الحسابات المساهمة بنشره.
تحقق فريق منصة (تأكد) من الفيديو المصحوب بادعاء "المتحدث باسم وزارة الداخلية، ظهر في مقطع مصوّر يتحدث عن خلاف بين المكون العلوي مع بقية المكونات الطائفية في سوريا" وتبين أنه ادعاء غير دقيق ومنتزع من سياقه العام.
إذ أظهر البحث العكسي باستخدام Google Lens أن الفيديو قديم، ويعود تاريخ نشره لعام 2021، أي قبل سقوط نظام الأسد وتعيينه في منصب المتحدث باسم وزارة الداخلية.

وفي وقت لاحق، نشرت حسابات في فيسبوك مقطع فيديو آخر لنور الدين البابا دون تحديد تاريخه وبما يوحي بأنه ملتقط حديثاً. ويظهر البابا وهو يطرح رؤيته للقضية السورية من نظرة طائفية فتحدث عن "تحكم الأقليات بالأغلبية وعن فكرة السنية السياسية".

لكن تاريخ المقطع يعود إلى أيلول/ سبتمبر 2024 ضمن فعاليات معرض إدلب للكتاب 2024 ، آن ذاك كثر الحديث عن فكرة إنشاء كيان سني وخاصة من قبل أحمد زيدان الذي يشغل حالياً منصب المستشار الإعلامي للرئيس السوري.
تستحضر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات قديمة لمسؤولين أو ناشطين أو معارضين ذو مناصب، وتبرزها على أنها محتوى جديد يمثل موقف الجهة التي انضم لها مؤخراً بصفة رسمية.
ويعتبر إعادة نشر مواقف الأفراد القديمة على أنها حديثة تمثل موقف الجهة الرسمية التي ينتمي لها، أحد أوجه التضليل الممارس في الساحة السورية، بجانب استحضار تصريحات قديمة لمسؤولين، ونشرها ضمن سياق آخر.
وعملت (تأكد) في وقت سابق على عدد من التحقيقات في هذا السياق، أبرزها تصريح الرئيس التركي بخصوص قطع العلاقات مع إسرائيل، وخطاب الرئيس المصري حول إعادة إعمار سوريا.