
قيد التحديث: انفجار في مسجد بحمص وسقوط ضحايا
انفجار في مسجد بحمص وسقوط ضحايا


يمكن أن نرى زينة الميلاد بأضوائها الحالمة في مواقع كثيرة على امتداد المدن السورية، لكن هناك في العتمة تُحاك حملة تضليل يساهم فيها فاعلون دوليون، تدعم هذه الحملة سردية التطرف، وتحاول تصوير سوريا كمكان غير آمن لاحتفالات المسيحيين، يمنعها أو يعتدي عليها ويخربها.
بالتزامن مع احتفال المسيحيين في سوريا بعيد الميلاد لهذا العام، رصدت منصة (تأكد) تداولاً لمقاطع تُظهر تخريب أشجار الميلاد، يُعاد تدويرها منزوعة من سياقها الزماني والمكاني، مع استغلال حادثة وقعت خطأً، في محاولة لإظهارها كتخريب متعمد تمارسه السلطات السورية ومتطرفون ينتمون لها، بادعاءات لا تخلو من خطاب الكراهية.
مساء يوم 24 كانون الأول/ ديسمبر 2025، عشية عيد الميلاد، انتشرت أنباء حول احتراق شجرة الميلاد في كنيسة ضمن منطقة صحنايا بدمشق، وسرعان ما جرى تداول مقاطع فيديو توثق لحظة اندلاع النار بالشجرة، مرفقة بادعاءات تحرض ضد السلطة السورية، وتوجه الاتهام لمن يتبعون إليها.
حسابات في موقع إكس تتبع لجنسيات مختلفة، ومنصات إعلامية تتبع الأجندة الإيرانية، ساهمت في انتشار رواية حرق الشجرة بشكل متعمد مدفوع بالحقد والكراهية، وتورط عناصر يتبعون للسلطة في ذلك، وحاولت من خلال ادعاءاتها دعم سردية التطرف ومحاربة مظاهر الفرح والاحتفال، وكذلك سردية تعرّض الأقليات في سوريا للخطر.





سرعان ما نفى الأب إليان وهبي، راعي كنيسة مار إلياس الغيور في صحنايا، أن يكون احتراق شجرة الميلاد في باحة الكنيسة عملاً إرهابياً أو فعلاً مقصوداً، وذلك في توضيح نشره على صفحته في فيسبوك، مؤكداً أن الحادث نجم عن إطلاق ألعاب نارية بشكل خاطئ أثناء الاحتفال. مراسل (تأكد) في دمشق نقل أيضاً عن شهود عيان أن شاباً وجه المفرقعات باتجاه خاطئ، لتبدأ الشجرة بالاشتعال.
ورغم ذلك، حاولت بعض الحسابات تقديم أدلة غير مترابطة على تعمد ما أسمته "ميليشيات سلفية مرتزقة" توجيه الألعاب النارية على الشجرة بقصد حرقها، مشيرة في صورة أرفقتها إلى امرأة محجبة ورجل يلف رأسه بالشماغ، بما يحرض ضدهما على أساس عنصري، وبشكل يمكن اعتباره "خطاب كراهية مضاد".
وفي خضم احتفالات الميلاد، رصدت منصة (تأكد) تداول مقاطع زُعم أنها توثق تخريب أشجار الميلاد في سوريا، لتعزيز فكرة الاعتداء على رموز المسيحيين ومنعهم من الاحتفال.
أحد هذه المقاطع يُظهر هجوم عدة أشخاص على شجرة مضاءة في مكان عام، ومحاولة تخريبها بالفأس، وقد لُوحظ بتحليل المقطع أن عام 2025 كُتب أسفل الشجرة، وكذلك ظهرت في الخلفية لوحة تحمل شعاراً.


أظهر التحقق أن هذه اللوحة تعود لجامعة "Istanbul Sabahattin Zima university" في تركيا، وأن المقطع يُوثّق حادثة وقعت ضمن منطقة "Küçükçekmece"، حين حاول 4 ملثمون تخريب الشجرة هناك، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركية.

مقطع آخر يُظهر رجلاً يرتدي جعبة ذخيرة، يحاول إيقاع شجرة وضعت في منطقة سكنية، جرى تداوله مرفقاً بادعاء يزعم الاعتداء على احتفالات المسيحيين حديثاً في سوريا، مما أسموه "الحكومة الجهادية الإرهابية".


إلا أن البحث العكسي ومقاطعة المصادر أظهرا أن المقطع يعود لتاريخ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ويظهر حادثة فردية وقعت في مدينة حلب خلال الأيام الأولى من تحريرها.


في سياق هذه الحملة التي اعتمدت على إعادة تدوير المواد البصرية، لخلق تصور ذهني عن خطر كبير يتعرض له المسيحيون في سوريا، بتهديد احتفالاتهم وتخريب رموزهم؛ نشر حساب "إسرائيل بالعربية" في موقع إكس تصميماً غرافيكياً يقارن بين أجواء عيد الميلاد في دمشق، التي تبدو فيها شخصية (بابا نويل) حزينة تتساءل عن شجرة العيد، مع خلفية تبدو فيها رموز الإسلام ومظاهره، في مواجهة أجواء العيد في القدس التي تظهر فيها الزينة ويقول (بابا نويل) "هنا الأجواء الحقيقية"، مع عبارة "الفرق كبير" تعلو التصميم، ونص مرفق يصور إسرائيل على أنها "منارة التسامح في المنطقة"، مستفيدة من الحملة ضد سوريا وحكومتها لتصدير دعايتها حول إمكانية العيش بإسرائيل و"ممارسة الشعائر الدينية بحرية".
وثقت تقارير إعلامية احتفالات ليلة الميلاد في مختلف المناطق السورية، وكذلك الشعائر الدينية المرتبطة بيوم العيد، فضلاً عن التجهيزات التي تسبقه، من التزيين ونصب أشجار الميلاد.
نشر حساب الجزيرة - مباشر في فيسبوك أجواء العيد والزينة والكرنڤال في باب توما بدمشق، ونقل تلفزيون سوريا مشاهد القدّاس في اللاذقية وحلب إضافة لفعاليات العيد الأخرى، ونقلت منصة سوريا الآن أجواء الاحتفالات في محردة بريف حماة، كما نقلت منصة محلية في حمص جانباً من احتفالات جماهيرية.
رصدت كاميرا العربية أيضاً تقديم وزارة الدفاع شجرة ميلاد زينت احتفالات مدينة إزرع بدرعا، ووثقت وكالة الأناضول مشاهد إضاءة أكبر شجرة في منطقة دير سيدة صيدنايا. ومن جانب آخر، قدم مسؤولون رسميون التهنئات، منهم محافظ حمص الذي زار الكنيسة المارونية في الحميدية، كما زار محافظ حلب عدداً من الكنائس.