
هل وصف وزير الخارجية الأمريكي المظاهرات الأخيرة بأنها "مظاهرات طائفية"؟
انتشر تصريح نسب لوزير الخارجية الأمريكي، يزعم أنه وصف مظاهرات "العلويين" الأخيرة بأنها "طائفية"، ووجّه الشكر لحكومة الشرع على "تعاملها الراقي". إلا أن التصريح ملفق.



وجدت وسائل إعلام تتبع لدول وأطراف سياسية دعمت الأسد سابقاً احتجاجات "العلويين" مادة دسمة لمساعيها بضرب الاستقرار الذي لم يحظ به الشعب السوري حتى الآن، رغم مرور عام على سقوط النظام.
استثمرت وسائل إعلام إيرانية وروسية في إصابة أحد المحتجّين بتراشق الحجارة بين فئتين متضادتين، وإطلاق الأمن النار لتفريقهما، خلال المظاهرات التي شهدتها مناطق عديدة في سوريا أمس الثلاثاء، فمررت أجنداتها الساعية لترسيخ الفوضى والتشويش على مسار بناء الدولة.
نشرت وكالات أنباء ومواقع إخبارية الكترونية منها "وكالة القدس" وموقع "روز بلس"، تقارير عن الاحتجاجات زعمت فيها أن "عناصر أطلقوا النار مباشرةً على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابتهم في الأذرع والصدر"، كما ادعت "غياب القوات الأمنية لاحتواء الهجوم وحماية المدنيين من الاشتباكات".


في ذات السياق زعمت صحيفة "طهران تايمز" وموقع "برس تي في"، ووكالة أنباء "إيسنا" أن "قوات الأمن السورية أطلقت النار على متظاهرين علويين وأصابتهم في عدة مدن، فيما جرى اعتقال آخرين واقتيادهم إلى أماكن مجهولة".
ومن جانب آخر، زعمت قناة "الميادين" على لسان مراسلها "رضا الباشا" وقوع 4 ضحايا في الاحتجاجات، خلال مداخلة بثّتها القناة ونشرتها في حسابها على موقع إكس.
كما زعمت روسيا اليوم، في موقعها نقلاً عن مصادر أهلية، أن ثلاثةً قُتلوا في شارع الزراعة واثنين على دوار الأزهري في مدينة اللاذقية.
نفت مصادر ميدانية وطبية للمنصة سقوط أي ضحايا خلال الاحتجاجات، وأوضحت أن الشخص الذي تعرّض لإصابة في الرأس خلال التراشق بالحجارة في اللاذقية؛ قد تلقى العلاج، وأن قوات الأمن وُجدت في المكان وأطلقت الرصاص لتفريق الاشتباكات بين المحتجّين وفئة مضادة لهم.
وكانت منصة (تأكد) قد تحققت من عدة ادعاءات مرتبطة بالاحتجاجات، وتبين أنها غير صحيحة، كسقوط قتلى برصاص الأمن العام، وإطلاق رصاص على الأمن العام واشتباكات مع "الفلول"، والهجوم على المتحدث باسم وزارة الداخلية، وتدمير النصب التذكاري للشيخ صالح العلي في طرطوس.
استغل إعلام داعمِي الأسد موجة الاحتجاجات لمهاجمة السلطة الحالية في خضم الاحتقان الطائفي، بتغطية منحازة تخدم أجندات سياسية ضيقة وتعمق الانقسامات في الساحة السورية، بما يبدو امتداداً لمحاولات تشويه الثورة السورية، لكنها تحوّلت اليوم لضرب مشروع الدولة الوليدة.