
كيف استغل إعلام دول دعمت الأسد احتجاجات "العلويين"؟
وجدت وسائل إعلام تتبع لدول وأطراف سياسية دعمت الأسد سابقاً احتجاجات "العلويين" مادة دسمة لمساعيها بضرب الاستقرار الذي لم يحظ به الشعب السوري حتى الآن، رغم مرور عام على سقوط النظام.



نشرت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس، في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، ادعاءً زعم أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وصف المظاهرات التي شهدتها عدة مناطق سورية يوم أمس الثلاثاء بأنها "مظاهرات طائفية" وأن تعامل الحكومة السورية كان تعاملاً راقياً معها رغم الاستفزازات.
وجاء الادعاء الذي حظي بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي على شكل تصريح نسب للمسؤول الأمريكي يقول فيه "للأسف مظاهرات العلويين كانت طائفية ونشكر حكومة الشرع على تعاملهم الراقي رغم الاستفزازات".
تحقق فريق منصة (تأكد) من الادعاء الذي زعم أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، صرح بأن "مظاهرات العلويين كانت طائفية ونشكر حكومة الشرع على تعاملهم الراقي رغم الاستفزازات"، فتبين أن.
إذ لم يسفر البحث المتقدم باستخدام الكلمات المفتاحية المناسبة باللغات العربية والإنجليزية عن أي نتائج تدعم صحة هذا الادعاء، سواء عبر حسابات الوزير الرسمية أو في وكالات الأنباء العالمية والإقليمية الموثوقة.
شهدت مناطق في محافظات حمص واللاذقية وطرطوس وحماة، بتاريخ 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، احتجاجات شارك فيها الأهالي من الطائفة العلوية استجابةً لدعوات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها دعوة أطلقها رئيس المجلس الإسلامي العلوي غزال غزال.
وجاءت الاحتجاجات في ظل حالة توتر آخذة بالتصاعد منذ الجريمة التي ارتُكبت بحق رجل وزوجته في قرية زيدل بريف حمص، وما تلاها من اعتداءات نفذتها مجموعات من العشائر على ممتلكات ومحال تجارية في أحياء المهاجرين والأرمن وضاحية الباسل،
كما رفع المتظاهرون في عدة نقاط شعارات تطالب بوقف أعمال القتل، و"إطلاق سراح المعتقلين، وإعادة النساء المختطفات"، وإعادة الموظفين المفصولين إلى وظائفهم، إلى جانب الدعوة لسحب السلاح من العشائر في حمص. فيما برزت لافتات تدعو إلى اللامركزية الإدارية والفدرالية.
شهدت الاحتجاجات في بعض المواقع احتكاكات مباشرة، خصوصاً في دوار الزراعة باللاذقية ودوار العمارة بجبلة، حيث وقف أنصار للسلطة الحالية في مظاهرة مضادة.
ورافق المظاهرات موجة واسعة من الادعاءات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، تراوحت بين مزاعم سقوط قتلى وجرحى برصاص قوات الأمن، وتداول صور قديمة على أنها للاحتجاجات الأخيرة، وساهم هذا الكم من المعلومات غير الدقيقة في زيادة التوتر وإرباك الرأي العام، في سياق مشحون بخطاب تحريضي.