توتر أمني وأعمال تخريب تطال أحياء عدة في مدينة اللاذقية

قال مراسل (تأكد) في اللاذقية إن المدينة شهدت مساء الإثنين 29 كانون الأول/ديسمبر 2025 هجوماً لشبان مسلحين بأسلحة بيضاء استهدف أحياء علوية تخلله أعمال شغب وتخريب لممتلكات السكان المحليين وإطلاق هتافات طائفية، تبع ذلك انتشار أمني مكثف لقوات الأمن الداخلي والجيش العربي السوري في أحياء المدينة.

وبحسب المراسل، اندلعت الاعتداءات عقب مراسم تشييع عنصر من قوى الأمن كان قُتل يوم أمس؛ إذ انطلقت التحركات من جهة "دوار اليمن" و"الرمل الجنوبي" باتجاه "دوار هارون". وشملت أعمال الشغب عمليات تكسير وتخريب ممنهجة طالت المحلات التجارية والسيارات المركونة في "دوار هارون" و"مشروعي الزراعة والسابع"، وامتدت لاحقاً لتشمل "شارع الجمهورية" و"حارة الدن".

وأضاف المراسل أن الاعتداءات شملت أيضاً إضرام النار في سيارة بمنطقة "الرمل الشمالي" تزامناً مع اتساع رقعة التوتر، كما رصد خروج مجموعات من الشبان من منطقة الرمل مستقلين مركبات نقل وهم يحملون أسلحة بيضاء، وسط استمرار أعمال الشغب والتخريب في الأحياء المذكورة حتى اللحظة.

التصريح الرسمي لمحافظة اللاذقية

أكد مدير العلاقات الإعلامية في محافظة اللاذقية، نور الدين بريمو، في تصريح خاص لمنصة "تأكد"، وجود انتشار أمني مكثف لقوات الأمن الداخلي والجيش العربي السوري في أحياء المدينة مساء اليوم الاثنين. وأوضح بريمو أن هذا التحرك يأتي بهدف التصدي لأي محاولات للقيام بأعمال خارجة عن القانون وضمان الاستقرار العام، مشيراً إلى أن الإجراءات المتخذة شملت إغلاق بعض الطرق الحيوية في المدينة.

وتأتي تصريحات بريمو في سياق التعليق على فيديوهات متداولة أظهرت تجمع عشرات الأشخاص بقصد القيام بأعمال غير قانونية، إذ نفى بريمو وقوع أي اشتباكات بالأسلحة النارية، موضحاً أن الأحداث تمثلت في أعمال شغب، أسفرت عن وقوع تخريب في الممتلكات العامة.

نداء المجلس الإسلامي العلوي

 من جانبه، وجه رجل الدين العلوي غزال غزال، خطاباً عبر مقطع صوتي دعا فيه العلويين إلى التزام البيوت والحفاظ على الهدوء. ووصف الشيخ غزال الانجرار إلى "الحرب الأهلية" بأنه الفخ الأخطر والسبيل الأسرع لضياع الحقوق وتدمير "المكتسبات".

وحذر غزال من الأطراف التي تدفع نحو الفتنة، واصفاً إياها بالعجز وضيق الحجة والسعي لإشعال الصراعات للتغطية على الإخفاقات. واختتم نداءه بضرورة التحلي بالوعي وتقدير الموقف، مشدداً على أهمية أن يكون الجميع "أعلى من الاستفزاز وأقوى من الفوضى"، لضمان عدم الاستدراج إلى صراعات تخدم أعداء الشعب وتضر بمصالحه.

صدامات الأحد الدامية

شهدت مدينتا اللاذقية وطرطوس احتجاجات شعبية دعا إليها شيخ الطائفة العلوية غزال غزال تركزت في "دوار الأزهري"، و استجابة لدعوات طالبت بتبني نظام "فيدرالي" وإطلاق سراح الموقوفين وتحسين الأوضاع المعيشية.

 وتطورت هذه الاحتجاجات إلى مواجهات ميدانية عنيفة مع القوى الأمنية، مما استدعى تدخل وحدات من الجيش لضبط الأمن في مراكز المدن الساحلية بعد خروج الأوضاع عن السيطرة في بعض النقاط.

 وأسفرت صدامات يوم الأحد عن سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى من الطرفين، وكان من بين الضحايا عنصر من قوى الأمن الداخلي.