
كيف استغل إعلام دول دعمت الأسد احتجاجات "العلويين"؟
وجدت وسائل إعلام تتبع لدول وأطراف سياسية دعمت الأسد سابقاً احتجاجات "العلويين" مادة دسمة لمساعيها بضرب الاستقرار الذي لم يحظ به الشعب السوري حتى الآن، رغم مرور عام على سقوط النظام.

نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان صوراً تظهر محلات مغلقة وشوارع خالية، وزعم أنها تُظهر التزام قريتي عرقايا والصويري في ريف حمص بالإضراب الذي دعا إليه رئيس المجلس العلوي الأعلى "غزال غزال"، وأن عدسة المرصد وثّقت هذه الصور، وذلك يوم الاثنين 8 كانون الأول/ ديسمبر.
وحازت الصور على انتشار واسع مرفقةً بالادعاء، يمكن الاطلاع على عينة من الحسابات المساهمة بالنشر.
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الصور وادعاء أنها تُظهر إضراباً في قريتي عرقايا والصويري بريف حمص، فتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث العكسي أن اثنتين من الصور الواردة ليستا من ريف حمص، بل تعودان لمدينة منبج ونشرتا في أعوام سابقة ضمن سياق مختلف.
الصورة الأولى كانت قد نُشرت مرفقة مع ما نقلته وكالة الأناضول عام 2023 عن إضراب نُفّذ في منبج احتجاجاً على ممارسات تنظيم "YPJ" في تجنيد الأطفال قسراً، بينما تبين أن الثانية أُخذت من مشاهد خاصة حصلت عليها العربية من منبج تُظهر إغلاق الأهالي محالهم معلنين الإضراب العام في شباط/ فبراير 2025، ومطالبين الدولة بضبط الأمن في المدينة بعد مقتل 20 شخصاً في تفجير سيارة مفخخة.
دعا رئيس المجلس العلوي الأعلى "غزال غزال" للإضراب العام والشامل والالتزام في البيوت مدة 5 أيام بدءاً من 8 كانون الأول/ ديسمبر، في بيان مصوّر نشرته صفحة المجلس في فيسبوك، كما هاجم الحكومة السورية وادعى أنها تجبر المواطنين على الاحتفال قسراً.
ومنذ دخول الإضراب حيزه الزمني؛ يجري تداول صور في مواقع التواصل على أنها تُظهر الالتزام بالإضراب في المناطق ذات الغالبية العلوية، ولم يتسن لمنصة (تأكد) التحقق من صحتها.
بينما أفاد مراسل المنصة في مدينة اللاذقية بأنه جرى إغلاق المحال في مناطق مثل "حي الزراعة والمشروع السابع والرمل الشمالي وحي الأزهري وحي دمسرخو" من مدينة اللاذقية، و"شارع الثورة وحي العريض" من مدينة طرطوس.