تداولت حسابات عبر موقع فيسبوك مقطع فيديو أرفقته بادعاء يزعم أن قسد تفرش المدنيين أمام المدرعات الأمريكية لمنعها من الذهاب بعد قرار الانسحاب باتجاه العراق.
ونال الادعاء انتشاراً واسعاً على موقع فيسبوك، وتجدون عينة من الحسابات التي تداولته ضمن قائمة "مصادر الادعاء" في نهاية المادة.
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
جرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الفيديو والادعاء الذي يزعم أن قسد تفرش المدنيين أمام المدرعات الأمريكية لمنعها من الذهاب بعد قرار الانسحاب باتجاه العراق، وتبين أن هذا الادعاء مضلل.
حيث أظهر البحث العكسي باستخدام أداة InVid أن مقطع الفيديو قديم يعود لعام 2019، وسياقه مشابه للادعاء المرفق حيث يُظهر مواطنين أكراد غاضبين يعترضون على انسحاب القوات الأمريكية من مناطقهم، ويلقون بأجسادهم أمام العربات الأميركية المنسحبة آنذاك من شمال شرق سوريا، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، قبل إعادة نشرها لاحقاً.
كما لم تظهر نتائج البحث عن أي انسحاب حديث لقوات أمريكية إلى العراق.
في أواخر عام 2019، صرح الرئيس الأمريكي ترامب عبر حسابه الرسمي على إكس بأن الوقت قد حان للخروج من الحروب السخيفة التي لا تنتهي، وأن الولايات المتحدة بقيت في سوريا دون هدف واضح عقب هزيمة تنظيم داعش.
وتطرق إلى مخاوف الأكراد بقوله أن "الأكراد قاتلوا إلى جانب أمريكا، لكنهم تلقوا أموالاً ومعدات طائلة مقابل ذلك"، وهو ما دعا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى اتهام واشنطن بعدم الوفاء بالالتزامات، وأنها ستسحب جزء من قواتها التي تؤمن سجون داعش لمناطق المعارك المحتملة ضد الجيش التركي.
تزامن ذلك مع إطلاق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عملية لإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، في مواقع خاضعة لسيطرة القوات الكردية.
وسحبت الولايات المتحدة معظم القوات الأميركية في حينها، لكنها أعادت نشرها لاحقاً، ولا تزال القوات الأميركية موجودة في سوريا منذ ذلك الحين، حيث يقدر وجود 2000 جندي أمريكي في سوريا حالياً.
ويذكر أن تقارير إعلامية تحدثت مؤخراً عن وضع الولايات المتحدة لمساتها الأخيرة على مسودة خطة لسحب قواتها تدريجياً، بما يتضمن تخفيضات كبيرة في عدد القوات، وإعادة انتشار استراتيجية.