
مظلوم عبدي لم يعلن تعطيل اتفاق 10 آذار مع دمشق
زعمت حسابات وصفحات عامة عبر موقعي فيسبوك وإكس أن "مظلوم عبدي" قائد قوات سوريا الديمقراطية أعلن تعطيل اتفاق 10 آذار مع الحكومة السورية، إلا أن الادعاء مضلل.

تداولت صفحات وحسابات في موقع فيسبوك بتاريخ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025 خبراً يزعم أن "قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أعلنت مقتل ناريمان حجازي إثر استهدافها بطائرة مسيّرة أثناء وجودها داخل موقع محصن في مناطق الإدارة الذاتية".
وقد لقي الادعاء تفاعلاً وانتشاراً بين حسابات وصفحات فيسبوك، ويمكن الاطلاع على عيّنة من الحسابات التي ساهمت في نشره ضمن قائمة "مصادر الادعاء".
تحقّق فريق منصة (تأكد) من الادعاء القائل إن "قسد أعلنت مقتل ناريمان حجازي إثر استهدافها بطائرة مسيّرة"، وتبيّن أنه ادعاء كاذب.
إذ لم يُعثر عبر البحث المتقدم بالكلمات المفتاحية المرتبطة بالادعاء على أي نتائج في المصادر الإعلامية الموثوقة، كما لم يَرِد الخبر في المعرفات الرسمية لقسد أو الإدارة الذاتية أو في وسائل الإعلام التابعة لهما، وتبيّن أن مصدر الادعاء صفحة تحمل اسم "سوريا الغد" المعروفة بتلفيق الأخبار والتصريحات بغرض حصد التفاعل.
وسبق أن حذرت منصة (تأكد) من الصفحة المذكورة ونشرت عنها تقريراً كنموذج لصفحات ترفيهية، غيرت محتواها وقدّمت نفسها كمنصة إخبارية لكنها تفتقر إلى أبسط مقومات العمل الصحفي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تلفق فيها الصفحة المشار إليها أخباراً عن ناريمان حجازي إذ سبق أن ادعت في 13 أيار/ مايو 2025 أنه تم تحديد مكافأة بمبلغ 50 ألف دولار لمن يقوم بتسليم ناريمان حجازي، وفي اليوم التالي نشرت الصفحة أنباء عن القبض على ناريمان، وانتشر خبر القبض عليها بشكل موسع في صفحات إخبارية كراديو طيف وسوريا بوست. وجميع تلك الأخبار لا أساس لها ولم تصدر من جهة رسمية أو من وسيلة إعلامية رسمية أو موثوقة.
برز اسم ناريمان حجازي في منطقتي جديدة الفضل وجديدة عرطوز بريف دمشق بوصفها إحدى المسؤولات عن مجموعات اللجان الشعبية التابعة للنظام السابق خلال سنوات الثورة.
وتشير شهادات أهالي المنطقة إلى أنها شاركت في مداهمات واعتقالات طالت موظفين وطلاباً وشباناً لاتربطهم أية صلة بالعمليات العسكرية، بينهم طالب بكالوريا وآخرون فقدوا بعد توقيفهم. وتتهمها عائلات الضحايا بالإشراف على نقل معتقلين إلى مقرات أمنية في بعرطوز، حيث تعرّض بعضهم لتعذيب قاسٍ أفضى إلى الوفاة.
كما تُتَّهم بالمشاركة في عمليات قتل خارج إطار القانون، بينها إطلاق النار على شبان أمام ذويهم، وتسهيل نقل آخرين إلى مواقع أُعدموا فيها بطرق وصفتها عائلاتهم بالوحشية. كما تُنسب إليها عمليات إخلاء قسرية لمنازل الأهالي وممارسات مهينة ذات طابع طائفي، بالتنسيق مع زوجها علاء بدران. وتطالب عائلات الضحايا اليوم بفتح هذه الملفات ومحاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات.
تحذر منصة (تأكد) من خطورة تداول أخبار ملفقة خاصة تلك المتعلقة بوفاة أو مقتل شخصيات متهمة بانتهاكات، كخبر وفاة ناريمان حجازي لما فيه من ضرر مباشر بحق الضحايا وعائلاتهم وبمسار الحقيقة والمحاسبة، وإحباط مساعي الملاحقة القانونية، ويُستخدم هذا النوع من التلفيق غالباً كغطاء لإخفاء المتهمين ومساعدتهم في وقف ملاحقتهم.