
هل قالت القناة 13 الإسرائيلية إن العملية في بيت جن نُسقت مع أجهزة الأمن السورية ؟
زعمت حسابات وصفحات عامة عبر موقعي فيسبوك وإكس، أن "القناة 13 الإسرائيلية" تحدثت عن أن العملية الأخيرة في بلدة بيت جن جن بالتنسيق مع الأمن السوري، إلا أن الادعاء ملفق.



ادعت حسابات في موقع فيسبوك أن الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) قالت إن "الأمور باتت مرجّحة للغاية تجاه تعرض الرئيس السوري أحمد الشرع لمحاولة اغتيال على يد فصائل معارضة داخل البلاد".
وذكر بالادعاء أنه "وفقاً لمسؤول إسرائيلي كبير فمقتل الشرع قد يفتح الباب أمام تنظيمات متطرفة، من بينها تنظيم داعش، لاستغلال الفراغ السياسي والعسكري والسيطرة على مناطق واسعة من سوريا".
كما ادعي أن هذا المسؤول أشار "إلى تزايد نفوذ الجماعات الجهادية وفق التطورات الميدانية الأخيرة، محذّراً من أن أي هزة في بنية الحكم قد تدفع البلاد سريعاً نحو حالة من الفوضى وعدم الاستقرار"، وذلك يوم الثلاثاء 2 كانون الأول/ ديسمبر 2025.
وحاز الادعاء على انتشار واسع، يمكن الاطلاع على عينة من الحسابات المساهمة بنشره.
تحقق فريق منصة (تأكد) من ادعاء أن الاستخبارات الإسرائيلية رجّحت توجّه الأمور نحو اغتيال الرئيس الشرع على يد فصائل جهادية، وأن مسؤولاً إسرائيلياً حذر من أن ذلك سيتيح للتنظيمات المتطرفة استغلال الفراغ السياسي والعسكري والسيطرة على مناطق واسعة من سوريا، مما سيدفع البلاد نحو حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، فتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث أن المصدر الأساسي للادعاء حساب منتحل باسم الموساد، كانت (تأكد) قد حذّرت منه سابقاً، ولم يُظهر البحث ما يدعم الادعاء في المصادر الرسمية الإسرائيلية أو وكالات الأنباء الموثوقة.
وفي ذات السياق، نشر مركز "ألما" الإسرائيلي للدراسات والأبحاث بتاريخ 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025 مقالاً مطولاً بعنوان: "سوريا: تهديد الشرع والسيناريوهات الخطرة لليوم التالي، والتحدي الإسرائيلي"، حلل احتمال ألا يصمد الشرع كرئيس لسوريا مع استعراض الآثار المحتملة لهكذا وضع على المنطقة.
ويتحدث المقال عن أن "المتطرفين" ينظرون للمفاوضات الأمنية مع إسرائيل على أنها "راية حمراء"، مما يزيد من خطر الاغتيال أو الانقلاب الداخلي، وفي هذه الحالة يكون السيناريو الأكثر ترجيحاً هو التفكك والانهيار والفوضى في سوريا، مما سيؤدي لتقوية "داعش"، وفق ما ورد.
برز حساب الموساد المنتحل في موقع "إكس" خلال الصراع الإيراني الإسرائيلي الذي شهدت المنطقة في حزيران/ يونيو 2025، ذلك بعدما نقلت عنه وسائل إعلامية عربية مثل "الحدث" و"سكاي نيوز عربية"، وكانت منصة (تأكد) قد حذّرت منه في وقت سابق، حين زُعم أن "الموساد الإسرائيلي أعلن مسؤوليته عن تنفيذ عملية إنزال جوي شرق قرية الكوم بريف حمص وتفجير منزل هناك"، وتبين بالتحقق أن هذا الحساب هو من أطلق الادعاء.