
مظلوم عبدي لم يعلن تعطيل اتفاق 10 آذار مع دمشق
زعمت حسابات وصفحات عامة عبر موقعي فيسبوك وإكس أن "مظلوم عبدي" قائد قوات سوريا الديمقراطية أعلن تعطيل اتفاق 10 آذار مع الحكومة السورية، إلا أن الادعاء مضلل.



قالت الناشطة الحقوقية غنى الشومري خلال مقابلة حوارية حول أحداث السويداء على قناة الحدث الإخبارية، نُشرت على منصاتها في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، إن منصّة (تأكد) كذّبت وقوع حادثة قتل راح ضحيتها عائلة بدوية في السويداء، خلال الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة في شهر تموز/يوليو الماضي.
وجاء حديث الناشطة السورية رداً على طرف الحوار الآخر، الباحث السوري مؤيد غزلان، الذي قال إن "قوى العشائر ذهبوا إلى السويداء بعدما رأوا أن الأجنة والأطفال الرضع تُقطع أوصالهم ويُرمون خارج منازلهم بسبب خلاف على سيارة خضار".
وقد لقي المقطع تفاعلاً واسعاً بين مستخدمي مواقع التواصل، ودعت حسابات إلى مطالبة منصّة (تأكد) بالتعقيب على الادعاء وتوضيحه.
راجع فريق منصّة (تأكد) المقابلة المنشورة على معرفات قناة الحدث، واطّلع على الادعاء الذي زعم أن "منصة (تأكد) دحضت المعلومات حول الجريمة التي أشار إليها الضيف". وتبيّن أن الوصف ينطبق على إحدى الحوادث التي عملت المنصّة على التحقق منها دون أن تنشر بشأنها أي مادة، وبالتالي فإن الادعاء بأن المنصة كذّبت الحادثة غير صحيح.
ففي ذلك الوقت لم تنشر منصّة (تأكد) أي محتوى يتعلّق بدحض أو تأكيد تلك الحادثة، بل كانت قد تحققت فقط من الصور ومقاطع الفيديو التي أظهرت جثمان سيدة وطفل مقطوع الرأس، وامتنعت عن النشر لعدم توفر أدلة كافية حول هوية الضحايا وظروف الحادثة.
وفي سياق التحقق من الحادثة المشار إليها، توصلت منصة (تأكد) في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، إلى عاطف الريان، وهو زوج الامرأة ووالد الطفل اللذين ظهرا مقتولين في المقطع الذي جرى تداوله منتصف تموز 2025، فأكد وقوع الجريمة.
وقال الريان إن زوجته تُدعى نبال موسى القديس وابنه علي عاطف الريان (3 سنوات). كما زوّدنا بإحداثيات موقع الحادثة.
وحول ما حصل في ذلك اليوم، قال الريان إن فصائل درزية مسلحة تتبع لحكمت الهجري، رئيس طائفة الموحدين الدروز، جاءت إلى منزل أخيه عند الشارع العام في منطقة شهبا بمحافظة السويداء بتاريخ 17 تموز/يونيو 2025، وأنذرتهم بضرورة مغادرة المنطقة خلال ساعتين. وأضاف أنه خرج لتأمين وسيلة نقل، وعندما عاد وجد زوجته مقتولة ومبتورة اليد وطفله مقطوع الرأس وابنته مصابة، لافتاً إلى أنه قام بعد ذلك بدفن زوجته فيما لم تُسلم له جثة الطفل الذي رجح أنه دفن في إحدى المقابر الجماعية.
هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها أحد الضيوف في المقابلات الحوارية اسم منصّة (تأكد) كدليل على صحة السردية التي يحملها؛ إذ سبق أن ذكر الباحث السياسي ضياء قدور في برنامج “نقطة جدل” على قناة شمس أن منصّة (تأكد) أثبتت أن مقطع الشبان الذين يقفون على الشرفة ويتم إطلاق الرصاص عليهم ليس في السويداء. وهذا يعاكس تماماً حقيقة ما قامت به (تأكد)، إذ أثبتت المنصّة بتاريخ 19 تموز/يونيو 2025 أن المقطع مصوّر في منطقة الشرطة العسكرية بمحافظة السويداء، وحددت أيضاً هويات الضحايا.
تجدد منصّة (تأكد) استنكارها الزجَّ باسمها في نقاشات إعلامية أو سياسية بهدف تبرير روايات غير دقيقة أو إنكار جرائم موثقة، كما ورد في تصريحات بعض ضيوف البرامج الحوارية خلال الأيام الماضية. وتؤكد المنصّة أن استخدام اسمها بهذه الطريقة يُعد تضليلًا للرأي العام ومحاولة لخلق انطباع مضاد للحقيقة، خصوصاً في القضايا التي عملت المنصة على التحقيق فيها وقدّمت بشأنها أدلة موثوقة وشهادات مباشرة. وتشدد (تأكد) على أن دورها يقتصر على التحقق المهني من المعلومات ونشر الحقائق كما هي، وترفض محاولات استغلال عملها في سياقات لا تمتّ بصلة لما أنجزته أو ثبت لديها بالدليل.