تداولت حسابات على موقع إكس يوم الثلاثاء 3 حزيران/ يونيو الجاري، مقطع فيديو يُظهر عددًا من المتظاهرين في مكان ما داخل سوريا، وهم يرفعون لافتات ويهتفون ضد الرئيس السوري أحمد الشرع، وزعمت أنه يوثق إلى احتجاجات حديثة في محافظة السويداء.
حظي المقطع والادعاء المرفق بانتشار واسع على الموقع المذكور وحصد العديد من المشاهدات والمشاركات.
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من صحة الفيديو والادعاء الذي زعم أنه يوثق خروج السويداء في مظاهرات ضد الرئيس السوري أحمد الشرع، فتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أسفر البحث العكسي باستخدام أداة InVid أن الفيديو قديم ويعود لتظاهرات في مدينة بنش في إدلب بتاريخ 24 أيار/ مايو من عام 2024.
ويذكر أن الفيديو يُعاد تداوله بين الحين والآخر، مع تغيير في تاريخ الحدث أو مكان وقوعه، بهدف تضليل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
يندرج هذا الفيديو ضمن عدد من الفيديوهات، التي تُستخدم خارج سياقها الأصلي وبصورة متكررة على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف التضليل أو التحريض، خصوصًا في أوقات التوتر السياسي أو الأمني. وتُعاد هذه المقاطع بتواريخ وأوصاف مزيفة، تُنسب أحيانًا إلى مناطق أو أحداث لم تقع فيها أصلًا، ما يسهم في تضليل الجمهور وتأجيج المشاعر.
وتنتشر هذه الفيديوهات على نطاق واسع عبر منصات مثل "إكس" و"فيسبوك" و"تيك توك"، وغالبًا ما تُرفق بتعليقات أو وسوم مثيرة، ما يعزز من سرعة تداولها قبل التحقق من صحتها. وتخلف هذه الفيديوهات المنزوعة من سياقها الأصلي تأثيرات مباشرة على الرأي العام والسلم المجتمعي.
بحسب جريدة عنب بلدي، شهدت مناطق متفرقة في إدلب وأريافها، في 24 أيار/ مايو من عام 2024، مظاهرات رافضة لسياسة "تحرير الشام" ومطالبة بإسقاط "الجولاني" ورفض التفرد بالقرار، ضمن حراك شعبي واسع في الشمال المحرر سابقًا.
وخرجت الاحتجاجات في إدلب، وبنّش، وجسر الشغور، وكللي، والأتارب، وأبين سمعان، وكفر تخاريم، ودارة عزة، ومخيمات قرب كللي. في المقابل، نشرت "تحرير الشام" و"حكومة الإنقاذ" حينها قوات أمنية في الطرقات والحواجز لمنع وصول المتظاهرين، وذلك بعد أيام من اعتداءات طالت محتجين في بنّش وجسر الشغور بتاريخ 17 أيار/ مايو من العام ذاته.